للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمَّا انشدَه من أطلق في قلَّة الرِّضا في بقسمة عَنانه قال بخُلقه العظيم وصفحه الجميل العميم: " اقطعوا عنه لسانه "؟ ويُكنى سعد أبا إبراهيم. وسمع أباه وعمَّيه حُميداً وأبا سَلمى والقاسم بن محمد. وروى عنه الثوريُّ وشعبةُ. وتُوفي سعد بالمدينة سنة سبع وعشرين ومئة، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.

وابنه إبراهيم بن سعد أبو إسحاق، كان ببغداد على بيت المال، وكان عسراً في الحديث ثقةً. أخرج مسلم عنه، فقال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الصَّباح وعبد الله بن عون الهلالي جميعاً عن إبراهيم بن سعد قال ابنُ الصَّباح: نا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: نا أبي عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو.... يعقوب بن إبراهيم يروي عن أبيه، وأخرج البخاريُّ ومُسلم عنهما أحاديث كثيرة. ويروى إبراهيم بن سعد عن أبيه كثيراً وعن ابن شهاب وغيره من الثقات العُدول. وقال إبراهيم بن سعد الزهريُّ: قال لي أبو يوسُف القاضي: ما أعجب أمركم يا أهل المدينة في هذه الأغاني! ما منكم وضيع ولا شريف ينحاش عنها؟ قال: فغضبتُ وقلت: أحداً أُسمع الغِناء فظهر منه ما يَظهرُ من سُفهائكم هؤلاء الذين يشربون المُسكِرَ فيترك أحدهُم صلاته ويطلِّق امرأتَهُ ويَقذف المحصنة من جاراته ويكفرُ بربِّه، فأين هذا من آخر اختار شعراً جيداً، ثم اختار له جِرماً حسناً فردَّده عليه فأطربَهُ وأبهجَهُ، فعفا عن الجرائم وأعطى الرَّغائب؟ قال أبو يوسف القاضي: قطعتني. ولم يُحرْ جواباً.

وأما صالح بن إبراهيم فروى عن أبيه عن جدَّه عبد الرحمن حديث مُعاذ بن عمرو بن الجَموح ومُعاذ بن عفراء في قَتلهما أبا جَهل يومَ بدرٍ، خرَّجه مسلم. وروى صالح أيضاً عن محمود بن لبيدٍ الأنصاريِّ الأشهليِّ. وروى عن صالح عمرو بن دينارٍ ومحمدُ بن إسحاق ويوسف بن الماجشون.

وأما حُميد بن عبد الرحمن فكان له مال وجاه، وحُمل عنه الحديث. سمع عثمان وأبا هُريرة. وروى عنه الزُّهريُّ ويُكنى حُميد أبا عبد الرحمن بابنه

<<  <  ج: ص:  >  >>