للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن شيبة التميمي يتكلم فيعجبني كلامه، فكنت أحب أن أسمع كلمهما مجتمعين لأعرف أبلغهما. فاجتمعا يوماً على باب أمير المؤمنين، فسمعن كلامهما. قال، فقلت له: فأي الرجلين سمعت أبلغ؟ قال: المتكلم حتى يسكت، غير أني رأيت لعبد الله بن مصعب إشارة تقع مع كلامه أعجبتني.

قال الزبير: وكان عبد الله بن مصعب رجلاً حليماً جواداً مملحاً، له يقول ابن المولى، محمد بن عبد الله:

ولمَّا رأيتُ الناسَ بينَ مُبَلِّدٍ ... حَرُونٍ، وصعبٍ ظَهْرُه شرُّ مركَبِ

أخذتُ بحبْلٍ من حِبالِ ابن مصعبٍ ... قريعِ قريشٍ والهِجانِ المهذَّبِ

وإنَّ أمرَاً بين الزُّبَيْر إذا انتَمى ... وبين أبي بكْرٍ لَمْحضُ المُرَكَّبِ

فَلَلْتُ به نابَ الزَّمان وقد عَدَا ... علىَّ بنابٍ ذي شَبَاةٍ ومِخْلَبِ

إليه تخطَّيْتُ المشاربَ كُلَّها ... إلى مَشْرَبٍ من وِرْده خيرِ مَشْرَبِ

فأتْرَع دَلْوي من هُنَاك وها هُنَا ... ببَسْطَة بسامٍ مَتَى يُعْطِ يُرْغِبِ

وقد علمت عُلْياَ لُؤَيّ بن غالبٍ ... إذا مَا لُقُوا بالصَّدْق لا بالتَّكذُّبِ

بأنَّ أبا بكْرٍ فَتاها وأنَّه ... أخُوها الذي ما يركبِ الليثُ يَرْكَبِ

<<  <   >  >>