للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به، ودعا بالغداء فأتى به، فلما شرعنا وشرع كثير معنا، إذا رجل يسلم، فرددنا السلام واستدنيناه، فإذا النصيب في بزة جميلة قد وافى الحج قادماً من الشأم، فأكب على أبي عبيدة فقبل رأسه وساءله، وحياه أبو عبيدة واقتفى به، ثم استدعاه إلى الطعام، فوضع مع القوم، وجشع كثير، فأقلع وما استتم لقماً ثلاثاً. فأقبل به أبو عبيدة والقوم وأدبروا أن يأكل، فأبى، فلهوا عنه وأكلوا، ومعهم النصيب، أشدهم بأبي عبيدة اختلاطاً. فلما فرغوا أقبل كثير على النصيب فقال: أما والله يا أبا محجن، لأن أثر الشأم عليك لجميل، لقد رجعت منع هذا المرة ناقصاً كبرك، قليلة خيلاؤك. قال فقال له نصيب: لكن آثر الحجاز، والله يا أبا صخر، عليك غير جميل، لقد رجعت إليه وإنك لزائد تقصيرك، كثيرة حماقتك، عظيم صلفك. فقال له كثير: أما والله إني لأشعر العرب حين أقول لمولاتك:

<<  <   >  >>