للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله فيه، وأمحق من باب أفعل الذي لا فعلاء له واللعق، هو لما في النحي لا له، فتوسع فيه.

[وقالت امرأة من طيىء]

فلو أن قومي قتلتهم عمارة ... من السروات والرءوس الذوائب

صبرنا لما يأتي به الدهر عامداً ... ولكنما إثآرنا في محارب

قبيل لئام إن ظفرنا عليهم ... وإن يغلبونا يوجدوا شر غالب

العمارة: الحي العظيم يطيق الانفراد، وقد يفتح العين منه فيقال: العمارة، لغة. ومثله العميرة، وقيل: هما جميعاً البطن. والسروات: الرؤساء. والذوائب: الأعالي، وهو جمع ذوابة، واستعملوا الذنائب في خلافه، وهو جمع ذنابة، وهما اسمان في الأصل وصف بهما. وأثار: جمع الثأر. يقول: هم الذين أصابوبنا عن ذلتهم وخستهم، فالبلاء أعظم، وقرح القلب أوجع، ولو أصابنا غيرهم كان الخطب أيسر، والصبر عليه أوسع. وهذا كما يقال في المثل السائر: " وذات سوار لطمتني ". وقولها قبيل لئام، هو تفصيل ما أجمله. وقولها إن ظفرنا عليهم عدي ظفرنا تعدية علونا، لأنه في معناه، وهم يحملون الضمير على الضمير. والمعنى: لا اشتفاء في الانتقام منهم إذا نيلوا، ولا ينيمون طلاب الأوتار إذا ثأروا. وجواب الشرط، وهو قوله إن ظفرنا، متقدم يشتمل عليه قوله قبيل لئام، لأن فيه معنى الفعل.

ومثل قولها وإن يغلبونا يوجدوا شر غالب قول امرىء القيس:

ولم يغلبك مثل مغلب

إلا أنه السبب.

<<  <   >  >>