للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يمدحه بالرزانة والعقل، ونقاء الجسم من العيب، وصفاء السبب والنسب من الفحش ومعنى عزلت نحيت منه في جانب. ويقال: هو بمعزل عن هذا الأمر والأصحاب، فيقول: بعدت عنه الفواحش كلها وصرفت، وجعل بينه وبينها حاجز حتى لا تمازج ولا تخالط، ولا تداني ولا تشابك. والقبطرية: جنس من الثياب رفيع. ومعنى البيت أنه طويل القامة مديد الجسم، فكأن زرور القميص من هذا الجنس من الثياب علقت منه على جذع مقوم. أراد أن طول جذع هكذا. وهم يتمدحون بامتداد القوام، والبسطة في الأجسام.

عملس أسفار إذا استقبلت له ... سموم كحر النار لم يتلثم

إذا ما رمى أصحابه بجبينه ... سرى ليلة الظلماء لم يتهكم

كأن قرادي زوره طبعتهما ... بطين من الجولان كتاب أعجم

العملس: الجريء المقدام، ويوصف به الذئاب، وكذلك السلمع ويوصف به الخبيث من الذئاب والكلاب. ويقال: هو عملس دلجات، أي قوي على السير. وزاد اللام في قوله إذا استقبلت له تأكيداً، والأصل استقبلته. وجواب إذا لم يتلثم وهو العامل فيه. فيقول: هو في السفر بهذه الصفة مبتذلاً نفسه لا يتوقى من السمائم، ولا يتخشى منأنواع المهالك، فإذا قابلته السموم المحرقة إحراق النار لم يصن وجهه منها، ولا جعل على محياه لثاماً. واللثام: رد المرأة قناعها على انفها، وقد تلثمت، وتلثم الرجل بعمامته. والملثم ما حول الفم، وقيل الأنف وما حوله، والفام: رد القناع على الفم، وقيل أيضاً: هو مثل اللثام لا فرق بينهما.

وقوله إذا ما رمى أصحابه بجبينه أراد أنهم إذا قدموه ليهتدوا به وهم يسرون في ليلة شديدة الظلام هائلة لم يجبن ولم يتكذب، ولكن تقدمهم وقادهم على عادته.

وقوله كأن قرادي زوره طبعتهما وصفهما بالصغر، ثم شبههما بطابعين من طين الجولان، ويقال إنه أسود، تولي طبعهما كاتب من كتاب العجم. وخصهم لأنهم حينئذ كانوا أحذق بالكتابة وأسبابها. وهم يتمدحون بالهزال وقلة اللحم. والطبع: الختم. والطابع: الخاتم. وحكى: هذا طبعان الأمير، أي طينه الذي يختم به

<<  <   >  >>