للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آخر:

أنشد بالله وبالدلو الخلق

يا رب من أحسها ممن صدق

فهب له بيضاء بلهاء الخلق

ومن نوى كتمان دلوى فاحترق

فابعث عليه علقاً من العلق

أنشد بالله، أي مستعيناً بالله أو مذكراً بالله. وقوله: " وبالدلو الخلق "، يريد وبسبب الدلو نشداني وطلبي. ففصل بين دخول الباءين.

وقوله " من أحسها " أي من رآها وأدركها بعلمه، ثم صدقني عند السؤال عنها. فقوله " ممن صدق " يجوز أن يكون " من " نكرةً، والمراد من إنسان يصدق أو عادته الصدق. ويجوز أن يكون " من " معرفة، والمراد من الذين يصدقون في المقال.

وقوله " فهب له بيضاء بلهاء " دعاءٌ له بأن يملكه الله تعالى امرأةً كريمةً مستقيمة الطريقة، سليمة الصدر، لا غائل لها ولا غلول لديها.

ومثل هذا قول الآخر:

بلهاء لم تحفظ ولم تضيع

وقوله " ومن نوى كتمان دلوى فاحترق " يريد فأحرقه الله ولا تهنأ بعيش. والعلق: دويبة حمراء تكون في الماء وتأخذ بالحلق. ويجوز أن يكون العلق مصدر علقت به العلوق الداهية. وسمي الأذى نفسه العلق، واسم الحدث قد يجعل صفةً للفاعل، ويكون على هذا علقاً يتناول واحداً من الجنس. والعلق يتناول الجنس كله.

إن لم يصبحه بما ساء طرق

وبات في جهد بلاءٍ وأرق

وهب له ذات صدارٍ منخرق

مشئومةً تخلط شؤماً بخرق

<<  <   >  >>