للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لها فمٌ ملتقى شدقيه نقرتها ... كأن مشفرها قد طر من فيل

أسنانها أضعفت في خلقها عدداً ... مظهراتٍ جميعاً بالرواويل

الرقطاء: المنقشةبالبرش. والقنا: طول الأنف، وإذا كان بالعرض كان كأنف الخنزير.

وقوله " ملتقى شدقيه نقرتها "، أراد أنها لسعة فمها يلتقيان عند نقرة القفا. ومعنى طر قطع. وقوله " مظهرات " أي جعل لها ظهارةٌ كما يجعل للفرش ظهارة، وكما قيل من الظهارة ظهر قيل من البطانة بطن، ويجوز أن يكون من قولك هو ظهيرك أي معينك. ويقال: بعير مظهرٌ، أي شديد الظهر قويٌ. والظهر: ما غلظ من الأرض وارتفع، والظاهرة مثله، وهما مما تقدم. والرواويل: زوائد على عدد الأسنان، والواحد راوول.

آخر:

اصرميني يا خلقة المجدار ... وصليني بطول بعد المزار

فلقد سمتني بوجهك والوص ... ل قروحاً أعيت على المسبار

ذقنٌ ناقصٌ وأنفٌ غليظٌ ... وجبينٌ كساجة القسطار

طال ليلي بها فبت أنادي ... يالثارات مستضاء النهار

قامة القصعل الضعيف وكفٌ ... خنصراها كذينقا القصار

قوله " يا خلقة المجدار " يريد أنت غليظةٌ ثقيلة، فكأنك في غلظ الجدار وثقله، وكما قيل من الجدار مجدارٌ قيل في الغليظ الثقيل من الجبل مجبال. وقال امرؤ القيس:

إذا ما الضجيع ابتزها من ثيابها ... تميل عليه هونةً غير مجبال

ومفعال من أبنية الآلات، فهو كالمفتاح والمقياس والمدراك، وكان الأصل في الجدر الارتفاع والنتو. ويقال: جدرت الجدار. وقال بعضهم: الجدري منه اشتق.

والقروح: الجراح. والمسبار: الملمول الذي يقدر به الجرح وغوره، وهو من سبرت، وتوسع في استعماله حتى وضع موضع جربت. والقسطار: الصيرفي، وساجته: لوحه الذي يقوم عليه كفتا الشاهين إذا وزن به.

<<  <   >  >>