للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله علقٌ نفيسٌ أي مال يبخل به. وهذا كما يقال: هو علق مضنة. ويقال: عالقته بعلقي وعلقه، إذا خاطرته بكرائم المال. يقول: منعت أن تفعل ما تستحق به اللعن، إن فرسي سكاب متاعٌ نفيسٌ، وعلقٌ كريم، لا يعرض للبيع، ولا يبذل للإعارة. وسكاب إذا أعربته منعته الصرف، لأنه علمٌ، فلحصول التعريف فيه والتأنيث مع كثرة الحروف يمنع الصرف. والشاعر تميميٌ، وهذا لغة قومه. وإذا بنيته على الكسر أجريته مجرى حذام، لأنه مؤنث معدول معرفةٌ، فلمشابهته بهذه الأوصاف دراك ونزال يبنى، وهذه اللغة حجازية. واشتقاق سكاب من سكبت إذا صببت. ويقال في صفة الفرس: هو بحرٌ وسكب. وقوله: أبيت اللعن، تحيةٌ كان يستعطف به الملوك. وأصل اللعن: الطرد. وقول الشاعر:

ولكل ما نال الفتى ... قد نلته إلا التحيه

يعني إلا أن يقال لي: أبيت اللعن، لأنه تحية الملوك. وكأنه قال: نلت كل شيء إلا الملك.

مفداةٌ مكرمةٌ علينا ... يجاع لها العيال ولا تجاع

يقول: لعزتها على أربابها تفدى بالآباء والأمهات، وتؤثر تكريماً لها على العيال عند الإضافة والإفتار، فيجوع العيال ولا تجوع هذه.

سليلة سابقين تناجلاها ... إذا نسبا يضمهما الكراع

يقول: هي ولد فرسين سابقين، إذا نسبا ضم مناسبهما ومناصبهما الكراع، وهو فحلٌ كريم معروف. وسليله ألحق الهاء بها وإن كان فعيلاً في معنى مفعول، لأنه جعل اسمأً، كما تقول هي قتيلة بني فلان. ومعنى سل: نزع. ويقال: نجلا ولدهما وتناجلاه، بمعنى واحد، قال:

إذ نجلاه فنعم ما نجلا

وأصل الكراع في اللغة: أنفٌ يتقدم من الجبل، فسمي هذا الفحل به لعظمه. وأما الكراع الاسم الجامع للخيل، فهو غير ذا.

<<  <   >  >>