للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمعنى المعامس بالعين الذي يدخل في الشدائد ويدخل غيره فيها. ويقال: يومٌ عماسٌ، أي شديد. ويكون المعامس كقولهم المغامر، وهو الذي يدخل في الغمرات ويدخل في الشدائد ويدخل غيره فيها. وقال بعضهم: العماس: الحرب الشديدة وكل ما لا يقام له. ويجوز أن يكون المعامس من قولهم عمست الأمر، أي أخفيته. ورجل عموسٌ: يتعسف الأشياء بجهله. فيكون المعنى: الذي يركب رأسه ولا يبالي أصيب أو أصاب. ومعنى المغامس بالغين معجمةً: الذي ينغمس في الشر والبلاء، ويغمس غيره فيهما. ومعنى البيت: ألست المتحمل للأعباء الثقيلة، والمستخرج من ضروع المنايا وأخلافها الشر، في الوقت الذي يزل فيه المعامس أو المغامس، فلا يثبت. وجعل مرى الخوف مثلاً لتهييج الشر، واستدرار الموت، كأنه يستزيد من البلاء ولا يمله، إذا لم يثبت له من ذلك صفته.

وأقري الهموم الطارقات حزامةً ... إذا كثرت للطارقات الوساوس

يقال: قريت الضيف، إذا أحسنت إليه وأعددت له قراه. ويقال: ألست أقرى طوارق الهم، وعوائق البث، حزماً ورأياً، وجلداً ونفاذاً، إذا ازدحمت الوساوس على القلوب، واعتلجت بنات الصدور، فارتبكت الآراء، وذهب من الرجال الغناء.

إذا خام أقوامٌ تقحمت غمرةً ... يهاب حمياها الألد المداعس

خام عن قرنه يخم: هاب الإقدام عليه. ويقال خام الرجل، إذا رجع عليه كيده، فضره؛ فيجري مجرى خاب وإن كان يختص بالكيد. فيقول: إذا ضعف الأقوام عن التدبير، وعيوا بالأمور فلم يعرفوا مصادرها ومواردها، توسطت قحمة كل شرٍ يهاب سورتها الرجل الخصيم الجوج، المدافع للأقران. قوله جمياها مصغر لا مكبر له. والدعس: الطعن والدفع وشدة الوطء. ويقال: طريقٌ مدعاس، أي مذلل.

لعمر أبيك الخير إني لخادمٌ ... لضيفي وإني إن ركبت لفارس

قوله لعمر أبيك استعطافٌ لها، إذ أقسم بحياة أبيها لما جرى في العادة من إعظام المقسم به؛ وإكبار موقعه. والعَمر والعُمر لغتان، ولا يستعمل في القسم إلا بفتح العين. وإضافة الأب إلى الخير، كما يقال هو فتى صدقٍ، وهو رجل كرمٍ. وقوله إني لخادمٌ لضيفي اعترافٌ بما عدته ذنباًن وبيان أن التبجح فيما أنكرته، وأن التوفر على الضيف وإكرامه في قران الفروسية، ومن الخصال المحمودة.

<<  <   >  >>