للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمرهفة: السيوف المرققة الحد، وسيفٌ رهيفٌ، وقد رهف رهافةً. ومعنى تذرى تسقط، وهو في موضع الصفة لمرهفةٍ. ومعنى من صعد من أعلى. وهذا كما قال غيره:

يذري بإرعاشٍ يمين المؤتلى ... خضمة الذراع هذا المختلى

وقوله وإن نحن نازلناهم فالنزال يأتون به ويركبونه في المضايق حيث لا يتسع المجال للخيل، وإذا كان كذلك فالبيت الأول من صفة الفرسان، والثاني من نعت الرجالة. وقوله ردوا في سرابيل الحديد كما نردى، الرديان في الأصل عدو الحمار بين آريه ومتمعكه، ولم يقصد تفضيلاً لأحد الفريقين على الآخر إما لقصده إلى الإنصاف في اقتصاص ما يجري من الأحوال، وإما لأن الفرقتين كانتا من أصلٍ واحدٍ جعلهما على سواءٍ من البلاء.

كفى حزناً ألا أزال أرى القنا ... يمج نجيعاً من ذراعي ومن عضدي

لك أن ترفع أزال على أن يكون أن مخففةً من الثقيلة، والمراد أني لا أزال. ولك أن تنصبه على أن يكون أن هي الناصبة للفعل. وموضع أن لا أزال على الوجهين جميعاً رفعٌ بكفى. وحزناً انتصب على التمييز. والمعنى: كفى من حزنٍ أنى لا أزال أرى الرماح تصب دماً من ذراعي ومن عضدي، أي من قومٍ بهم أبطش وأعتز، فهم مني بمنزلة الذراع والعضد. وهذا في الاستعارة لمن يقوى به الرجل ويعتضد أبلغ وأشبغ وإن تشاوت الطريقتان - من قول الآخر:

فإن أك قد بردت بهم غليلي ... فلم أقطع بهم إلا بناني

وقد قيل " أخ الرجل عضده ". والمج: إخراج الماء من الفم، وتوسعوا فقالوا للمطر: هو مجاج السحاب. والنجيع: دم الجوف. ويقال تنجع الرجل، إذا تلطخ به.

لعمري لئن رمت الخروج عليهم ... بقيسٍ على قيسٍ وعوف على سعدٍ

وضيعت عمراً والرباب ودارماً ... وعدوان ودٍ كيف أصبر عن ود

<<  <   >  >>