للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشعر ومشطه. وعجبا مفعول أبصر. ويقال أمرٌ عجبٌ وعجيبٌ وعجابٌ، إذا تجاوز حد العجب. والاستعجاب: شدة التعجب. تقول: أرى بعد ما شاهدته من طفولته وضعف حراكه وتنقل الأحوال به وقتاً بعد وقت، ونشئاً بعد نشءٍ، عجباً في لمته ولحيته المختطة. أي أتعجب كيف تحول عن تلك الحالة إلى ما أجده عليه الساعة. ثم قالت حاكيةً عن زوجته ما كانت تتفوه به سمعةً ورياءً، وتقيم به سوقها حيلة ونفاقاً، إظهاراً لخلاف ما ينطوي عليه قلبها، ويشتمل عليه ضميرها: كف عن أيذاء أمنا فإنا لا نستغني عنها، ولا تتمشى أمورنا إلا بها وبحياتها. ومعنى مهلاً رفقاً لا تعجل. وأصل المَهْل والمَهَل السكينة والوقار، ومنه الإمهال في الدين. والأرب: الحاجة. ثم صرحت بما عرفته من سوء نيتها فيها، وحرصها على الزيادة في مساءتها، فقالت: تكلفت ذلك المقال منها ملقاً منها ومجاملة، ولو وجدتني في نارٍ محرقةٍ ثم قدرت لزادت في وقودها وإضرامها. ويقال. سعرت النار والشر وأسعرتهما، وإنه لمسعر حرب.

[وقال ابن السلماني]

لعمرك إني يوم سلعٍ للائمٌ ... لنفسي ولكن ما يرد التلوم

سلعٌ: موضعٌ أضاف اليوم إليه تعريفاً. وحكي السلع: شقٌ في الجبل، ومنه قيل: تسلعت رجله، إذا تشققت. وكأن قولهم: هادٍ مسلعٌ من هذا، أي يشق أجواز الفلاة شقاً. واللام من لعمرك لام الابتداء، وخبر المبتدأ محذوفٌ. ولا يجيء عمرو في القسم إلا مفتوح العين، وإن كان الضم لغةً فيه، ومعناه البقاء. والتلوم: تكلف اللوم، فهو كالتذمم. يقول: وبقائك إني في هذا اليوم لعاتبٌ على نفسي ومقرع لها، ولكن ماذا يغني التعتب والأمر فائتٌ. وقوله ما يرد يجوز أن يراد

<<  <   >  >>