للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منه القسي العربية، وجعله صفةً لأنه ضمنه معنى الصفات. وعلى هذا أسماء الأجناس، كقولك هذا خاتمٌ حديدٌ، متى وصفت بها تضمن معنى فعل. وقوله وملء جفيرٍ الملء: القدر الذي يملأ به الظرف، والملء بالفتح المصدر. والجفير: كنانة النبل إذا كانت واسعة من خشبٍ، والجفر في البئر منه. وقوله من نصالٍ أراد بها نبالاً ركبت فيها نصالٌ بيض تتلألأ فتحسب فضة.

وقوله وأريحاً عضباً يعني رجلاً يرتاح للنفاذ في الأمور الصعاب والمضاء ويهتز، والمراد به نفسه. والعضب: القاطع. وقد مر القول في تصرفه. وقوله وذا خصل يعني به فرساً له خصلٌ من الشعر مخلولق المتن، أي مصنوعاً أملس المتن شديد الملاسة، لأن مفعوعلاً من أبنية المبالغة. على هذا قولهم اعشوشبت الأرض فهي معشوشبة. والتئق: الممتلئ نشاطا. وقوله يملأ عينيك بالفناء، في طريقته قول الآخر:

يزين البيت مربوطاً ... ويشفي قرم الركب

والعقاب: جمع العقب، وهو الجري بعد الجري. وقال الخليل: إذا كان للقرس جمامٌ بعد انقطاع الجري قيل: عقابٌ. والنزق: الخفة والعجلة ويقال نزفت الفرس، إذا ضربته حتى ينزق. ومعنى يملأ عينيك، أي يشغلهما محاسنها حتى لا تتسع لغيرها.

؟

[وقال قتادة بن مسلمة الحنفي]

بكرت علي من السفاه تلومني ... سفهاً تعجز بعلها وتلوم

البيت على كلامين، وذلك أن المصراع الأول إخبارٌ عن زوجته بسوء عشرتها، وتوجيهها العتب عليه في غير كنهه؛ والمصراع الثاني رجوعٌ منه عليها فيما أنكرت، وردٌ للعتب إليها لما تجرمت. وقال تلومني في الصدر وفي العجز تعجز بعلها

<<  <   >  >>