للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الكامل البارع، وتعليق الرجاء بالطفل الدارج وجد عيشه على العكس مما وصفه امرؤ القيس في قوله:

ألا أنعم صباحاً أيها الطلل البالي ... وهل ينعمن من كان في العصر الخالي

وهل ينعمن من كان أقرب عهده ... ثلاثين شهراً أو ثلاثة أحوال

وهل ينعمن إلا خلي مخلد ... قليل الهموم ما يبيت بأوجال

فتأملها فإنها عجيبة.

؟؟؟؟؟؟؟؟ //وقال حران بن عمرو بن عبد مناة يرثى زيد الفوارس وغيره من أبناء عمومته:

تبكي على بكر شربت به ... سفها تبكها على بكر

هلا على زيد الفوارس زي ... د اللات أو هلا على عمرو

تبكين لارقأت دموعك أو ... هلا على سلفى بنى نصر

هذه امرأة ضايقت الشاعر - وهي من بطائنه - في بكر باعه واشترى بثمنه خمراً، فأخذ يذكر حالها وينكر بكاءها، فقال: تبكي هذه المرأة على بكر شربت به، أي شربت خمراً سبأت بثمنه. ويروى (شربت به) ، ويكون أظهر.

ثم قال، بعد أن أخبر عنها بما أخبر، كالمتلفت إلى إنسان بحضرته: سفها تبكيها على بكر. فانتصب سفها على المصدر، وهو المفعول له. وتبكيها في موضع رفع بالابتداء، وعلى بكر في موضع الخبر، أي لسفها فعلت ذلك، لأنه لم يبلغ من قدر بكر ماتكلفته. ولو روى: سفه تبكيها على بكر، فجعل التبكي هو السفه لم يمتفع، وكان خبراً مقدما، وعلى بكر يكون لغواً.

<<  <   >  >>