للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وقال ابو حكيم المرى]

وكنت أرجى من حكيم قيامه ... على اذا ما النعش زال ارتدانيا

فقدم قبلى نعشه فارتديته ... فياويح نفسي من رداء علانيا

النعش: شبيه بالمحفة، كان يحمل عليه الملك اذا مرض؛ ثم كثر حتى سمى النعش الذي فيه الميت نعشاً. يقول: كنت أؤمل في حكيم ابنى أن يمهل وينفس من عمره، فيقوم على اذا مت، ويرتدى نعشى اذا حملت، ثم بعد ذلك يقضى فيما أخلفه عليه، وأعتمد على كفايته وخلافته، فخاب ٍأملي وكذبني ظني، وقدم قبلى فارتديت أنا نعشه، فوابلاء نفسي من رداء علاني بنعشه. وقوله " ارتدانيا " تفسير لقيامه عليه وقد وضع الماضي موقع المستقبل؛ أي يرتديني في ذلك الوقت. ولو ساق الكلام على تلاؤم لقال: قيامه على وارتداءه اياي اذا ما النعش زال ارتدانيا، أي يرتديني، فيكون اذا ما النعش زال ظرفاً، وارتداني مفعول أرجى. أي أرجوه يرتديني اذا ما النعش زال.

[وقال منقذ الهلالي]

الدهر لاءم بين ألفتنا ... وكذاك فرق بيننا الدهر

وكذاك يفعل في تصرفه ... والدهر ليس يناله وتر

نسب ما اتفق عليه وعلى محبيه الى الدهر، فقال: الدهر جمع بيننا وسوى ألفتنا، فلما أراد كل منا أن يفرح بصاحبه كما يهواه، ويتمتع به ويتملاه، فرق بيننا وشتت شملنا، فعاد ما كنا نأمله من التملي والاستمتاع تبايناً وتوجعاً. ومعنىوكذاك فرق بيننا: ومثل ذك. وأشار الى مادل عليه لاءم من التأليف. يريد: وكتأليفه فرق أيضاً. وكرر لفظ الدهر تفخيماً. وموضع كذاك نصب على الحال من فرق بيننا. وقوله " وكذاك يفعل في تصرفه " يريد أن الدهر في مصارفه فعال لمثل ما فعل بنا، يهب ويرتجع، ويؤلف ويفرق، ولايترك شيئاً على حاله الا ريث ما

<<  <   >  >>