للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المكر. وقال الخليل: هو تخادع عن غفلة. وإنما قال الدهر والأيام، لأنه أراد بالأيام الأحداث. وهذا كما قيل للوقعات: الأيام. وإنما صغرت الأخ لتلطيف المحل. هذا على قولهم صديقي. والتحسر: الضعف عن الاعياء. ويقال: الحسر والحسور أيضاً. وحسرت الناقة فهي حسير والجمع الحسرى. ولك أن تروى: (أختي) وهو الأصل، و (أخي) فتحذف ياءً استثقالاً لاجتماع الياءات، وتبنيه على الفتح لأنه أخف الحركات. وانتصب (مهابة) لأنه مفعول له.

[وقالت ريطة بنت عاصم]

وقفت فأبكتني بدار عشيرتي ... علىرزئهن الباكيات الحواسر

غدوا كسيوف الهند وراد حومة ... من الموت أعيا وردهن المصادر

فوارس حاموا عن حريم وحافظوا ... بدار المنايا ز القنا متشاجر

ولو أن سلمى نالها مثل رزئنا ... لهدت ولكن تحمل الرزءعامر

تقول: دعاني ما أصبت به في عشيرتي إلى الوقوف بدارهم، فشجيت بشجى النساء النوادب الحواسر، حتى بكيت لبكائهن على حادث الرزء، واقتفرت آثارهن في الهلع والحزن.

وقولها (غدوا كسيوف الهند) أخذت تصف حال عشيرتها فقالت: ابتكروا وهم في خلقهم وتجردهم، وصفائهم ونفاذهم كسيوف الهند، فوردوا حومة من الموت أعجزهم الصدر عنها. والحومة: معظم الحرب وغيرها. وحومة البحر: أكثر موضع منه ماء، وكذلك حومة الحوض. ويقال: حام الطائر على الماء يحوم حوماً، إذا دار عليه في الطيران.

وقولها (فوارس حاموا عن حريم) وصفتهم بأنهم حفظوا ما وجب عليهم حفظه من حرمهم. وفي المثل: (لا بقيا للحمية بعد الحرام) أي عند الحرمة، والحرمة: مالا يحل لك انتهاكه، وكذلك المحارم، واحدتها محرمة. قال:

ومحرمات هتكها بجري

<<  <   >  >>