للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع تعرضنا له نحذره نخافة أن يحمى، لتحققنا أن شره لا يقام له إذا سطا. والبوائق: جمع بائفة، وهي الخصلة المنكرة في شمولها، فيقال: باقتهم بائفة. والبوقة. الدفعة الشديدة من المطر، منه. قال رؤبة:

من باكر الوسمى نضاح البوق

وقول (تلو عنا) أي تصرف. ويرى (تلق عنا) من الإلقاء.

عرضنا فسلمنا فسلم كارهاً ... علينا وتبريج من الغيظ خانقه

فساي رته مقدار ميل وليتني ... بكرهي له ما دام حيا أرافقه

يقول: لما لحقنا بالظعائن عرضنا لهن، وسلمنا على قيمهن والمحامي دونهن، فأجابنا جواب الكاره لنا، والمنكر لتسليمنا، قد خنقه غيظ مبرح. ويقال: لحقته ولحقت به. وانتصب (كارهاً) على الحال. والتبريج: التشديد. ويقال: برح بي كذا وكذا، ومنه قول الأعشى:

أبرحت ربا وأبرحت جارا

ويقال: هو في برح من الشوق بارح. وقوله (خانقة) يريد أنه امتلأ صدره من الغيظ فارتقى إلى ما هو فوقه حتى خنقه. وقوله (فسايرته مقدار ميل) انتصب مقدار على الظرف. ومعنى ساريرته صاحبته في السير، ثم قال: وليتني أرافقه مادام حياً، على كره مني، لأنه استطاب صحبته لما له من الذاذة في النظر إليهن، واستكره الكون معه لما يخاف على نفسه منه، إلا أنه غلب الالتذاذ. و (مادام حياً) انتصب على الظرف، و (أرافقه) في موضع خبر ليت. وقوله (بكرهي له) نصب على الحا، والعامل فيه أرافقه.

فلما رأت أن لا وصال وأنه ... مدى الصرم مضروب علينا سرادقه

رمتني بطرف لو كمياررمت به ... لبل نجيعاً نحره وبنائقه

ولمح بعينها كأن وميضه ... وميض الحيا تهدى لنجد شقائقه

<<  <   >  >>