للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العرقوب إظهار للعلة في كوسها. والوهى: الشق والخرق. وفي المثل " غادر وهية لا ترقع "، أي فتقة لا يطاق إصلاحها ورتقها. والمعنى: لما أيم رسم الاصطباح، وانتشى الندمان، قام هو إلى ناقة بهذه الصفة فعرقبها.

كهاة شارف كانت لشيخ ... له خلق يحاذره الغريم

فأشبع شربه وجرى عليهم ... بإبريقين كأسهما رذوم

تراها في الإناء لها حمياً ... كميتاً مثل ما فقع الأديم

ترنح شربها حتى تراهم ... كأن القوم تنزفهم كلوم

الكهاة: الناقة الضخمة كادت تدخل في السن، وكذلك الكيهاة. والشارف: المسنة. وقوله كانت لشيخ كان الكريم منهم المحسان إلى عشيرته، المفضال على رفقائه وندمائه، يتعمد إذا نحر لهم في الشرب وعند السكر، أن يفعل ذلك في غير ملكه، يستام مالك الجزور بها أغلى الأثمان فيغرمه، ويعد ذلك الغرم غنماً، والصبر على سوء خلقه وإنكاره التبسط في ملكه بغير إذنه كرماً. لذلك قال: له خلق يحاذره الغريم، يريد البخل منه والاستقصاء.

وقد سلك هذا المسلك طرفة فقال ووفى المعنى حقه، وكأنه صب في قالب هذا الشاعر:

وبرك هجود قد أثارت مخافتي ... نواديها أمشى بعضب مجرد

فمرت كهاة ذات خيف جلالة ... عقيلة شيخ كالوبيل ألندد

يقول وقد تر الوظيف وساقها ... ألست ترى أن قد أنيت بمؤيد

وقال ألا ماذا ترون بشارب ... شديد علينا بغية متعمد

فقال ذروه إنما نفعها له ... وإلا تكفوا قاصي البرك يزدد

<<  <   >  >>