للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأرض، إذا مطرت البرد، فهي مبرودة. وأبردنا، أي دخلنا في البرد أو البرد، وكذلك قزله شملنا: أصابتنا ريح الشمال، وأشملنا: دخلنا في الشمال. وقال الخليل: يقال أبرد القوم، إذا صاروا في وقت القر في آخر النهار. والأبردان: طرفا النهار. وقال الشاعر:

إذا الأرطي توسد أبرديه ... خدود جوازي بالرمل عين

يصف بقرة وحشية بأنها تتوسد غصون الأرطي التي تلي الغرب بالغداة، فإذا دارت الشمس دارت معها إلى ناحية الشرق، فتوسدت الغصون التي مالت الشمس عنها. وقوله موسومة بالحسن، يريد أنه جعل سيماها الحسن، فهي ممسوحة به موسومة. وأصل السمة العلامة، ومنه السيما. ومعنى ذات حواسد، أي من يراها من الناس يحسدها، لأن الحسان معلم للحسد. وهكذا كما يقال: إن الحسد يتبع النعم.

وقوله وترى مدامعها ترقرق مقلة، فالمدامع مسابل الدمع من القبائل في الرأس. ومعنى ترقرق مقلة، أي ترقرق الدمع في مقلة. والرقراق: الدمع الذي يترقرق في العين ولا يسيل. قال:

أو الدر رقراقة المنحدر

والمعنى أنها كحلاء، وأن الدمع يتجمع في مقلة لها مستغنية عن سواد الكحل، لكحلها.

وقال آخر:

صفراء من بقر الجواء كأنما ... ترك الحياء بها رداع سقيم

من محذيات أخي الهوى جرع الأسى ... بدلال غانية ومقلة ريم

وقصيرة الأيام ود جليسها ... لو دام مجلسها بفقد حميم

<<  <   >  >>