للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المصدر من فعل دل عليه أسلمي، كأنه قال: أحيي ثلاث تحيات، وإن لم ترجعي الجواب إلي. والسرح من العضاه، ويكون دوحه محلالاً يحل الناس تحها في الصيف. وقال الفراء: كل شجرة لا شوك فيها فهي سرحة، ذهب إلى السرح، وهو السهل.

وقال ابن هرمة وكنى بها عن امرأة:

سقى السرحة لمحلال دون سويقة ... نجاء الثريا مرثعنا هطولها

وقد تسمى المرأة سرحة.

[وقال خليد مولى العباس بن محمد]

أما والراقصات بذات عرق ... ومن صلى بنعمان الأراك

لقد أضمرت حبك في فؤادي ... وماأضمرت حباً من سواك

أريت الآمر يك بصرم حبلى ... مريهم في أحبتهم بذاك

فإن هم طاوعوك فطاوعيهم ... وإن عاصوك فاعصي من عصاك

أقسم بالحجيج وبرواحلهم التي ترقص بهم في السير متوجهين بوادي عرفة وذات عرق إلى بيت الله عز وجل. وأضاف نعمان إلى الأراك لكثرتها بها. وجواب اليمين قوله لقد أضمرت حبك. والمعنى أنه أقسم أن وده لها مكتوم انطوى عليه قلبه، وخالص فيها قد أكنه ضميره لا يشاركها فيه عديل، ولا يجاذبها بسببه قسم، وإنما يتحمد عليها بحفظ السرار، وتخليص العقيدة، وشغل القلب والعقل بعمارة الهوى لها. ثم أقبل عليها فقال يخاطبها: أعلمت الذين يشيرون عليك بقطيعتي والتنكر لي، وجد الأسباب والمواثيق بيني وبينك؟ كرى عليهم مستدرجة لهم، وعاجمة تنصحهم، وأمريهم في أحبتهم بمثل ماأمروك في، فإن وجدتهم سامعين لك، وإن وجدتهم متأبين عليك مخالفين لك، فأعصى من عصاك، ودعي الاستنامة إلى رأي من

<<  <   >  >>