للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقطع أطناب البيوت بحاصب ... وأكذب شيء برقها ورعودها

فويلمها خيلاً بهاء وشارة ... إذا لاقت الأعداء لولا صدودها

يقول: لقومي أحسن رعاية وتفقداً، وأوفر عناية وتكسباً لأسباب العلى وحفظ أواخيها وموادها، من طائفة من الناس أنت تسوسها وتدبرها، وما أشبهكم في كثرة دعاويكم وقلة فعالكم إلا بسحابة تكثر بروقها ورعودها، ويعجب متأملها ومستمعها ربابها وهديرها، بريح تعد آبدة - أي أعجوبة أو داهية تبقى على الأبد - شديدة الخفيف، قطاعة لحبال البيوت بما يجيء منها بالحصباء، ثم تراها مخلفة فيما وعدت من المطر، فأكذب شيء برقها اللماع، ورعدها النباح. والباء من قوله بآبدة تعلقت بقوله يعجب الناس أي يعجب رزها بآبدة، أي ومعها آبدة.

وقوله فويلمها خيلاً انتصب خيلاً على التمييز، وحذفت الهمزة من أم في قوله ويلمها لكثرة الاستعمال، وليس الحذف هذا بقياس. واللفظة تفيد التعجب. وبهاء انتصب على انه مفعول له، فيقول ساخراً: ويلمها من خيل، لكمال بهائها، وحسن شارتها، عند لقاء الأعادي، لولا انهزامها وإعراضها. وروى: لقومي أدعى للعلى بالدال، والأول أحسن وأصوب. والعصابة: الجماعة. وقوله يا حار بن عمرو الترخيم في قول من يقول في النداء يا حارث بن عمرو، فيضم وينون في غير النداء، فيقول: هذا زيد بن عمرو. وأحسن منه في قول من يقول: يا حارث بن عمرو، فيفتح ويجعل الأول والثاني بمنزلة شيء واحد، وذلك أنه يخرج آخر الاسم إذا جعل مع الصفة شيئاً من أن يكون آخراً، والترخيم يدخل الأواخر لا الأوساط.

وقوله وأنتم سماء يسمون السحاب سماء، وكذلك المطر. ألا ترى قوله:

إذا سقط السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا

والرز والوئيد جميعاً: الصوت. ومعنى تنحي تقبل. وقوله لولا صدودها جواب لولا في صدر البيت، وقد تقدم القول في المبتدأ بعده ومجيئه بلا خبر.

<<  <   >  >>