للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسبقها عدواً، ونالته بضربةٍ، فقال همام السلولي، وهو يشبب بامرأة:

أخافُ بِأنْ تجزي المُحِبَّ كمَا جَزَتْ ... فتاةُ مُرادٍ شَيخَ بَكرِ بنِ وائِلِ.

فَلَوْ لم يَرُغْ رَوْغَ الحَيارَى تَفَتّحَتْ ... ذَوَائِبُه مِنْهَا بِأبْيَضَ قَاصِلِ.

ولا ذَنبَ للحَسنَاءِ لمّا بدا لها ... ضعيفٌ كخيطِ الصّوفِ رِخوَ المفاصِلِ.

[التبسم النمام]

أخبرني أبو عبد الله بن أبي نصر الأندلسي بدمشق قال: أنشد بحضرة بعض ملوك الأندلس قطعةٌ لبعض أهل المشرق وهي:

وَمَاذا عَلَيهِم لوْ أثَابُوا فَسَلّمُوا، ... وقَد عَلِموا أني المشوقُ المُتَيَّمُ.

سرَوا ونجُومُ الليْلِ زُهْرٌ طَوَالِعٌ ... عَلى أنّهُم بالليْلِ للنّاسِ أنجُمُ.

وأخفَوا عَلى تِلْكَ المَطايا مَسيرَهُمْ، ... فَنَمّ عَلَيهِم في الظلامِ التبَسّمُ.

فافرط بعض الحاضرين في استحسانها، وقال: هذا ما لا يقدر أندلسي على مثله، وبالحضرة أبو بكر يحيى بن هذيل فقال بديهاً:

عَرَفتُ بِعَرْفِ الرّيحِ أين تَيَمّموا، ... وأينَ استقلّ الظاعِنونَ وخَيّموا.

خَلِيلَيّ ردّاني إلى جانِبِ الحمى، ... فَلَستُ إلى غَيرِ الحِمى أتَيَمّمُ.

أبيت سَميرَ الفَرْقَدَينِ كَأنّمَا ... وسادي قَتادٌ، أو ضجيعي أرْقَمُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>