للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى يعود إليها، وأعطته مالاً كثيراً، فخرج من عندها بذلك المال حتى قدم على أهله، فرأى زوجته وما صارت إليه من الحزن، ونظر إلى ولده ممن اقتسم ماله، وجاؤوه فقال: ما بيني وبينكم عمل! أنتم ورثتموني وأنا حي، فهو حظكم، والله لا يشرك زوجتي أحد في ما قدمت به. وقال لزوجته: شأنك بهذا المال فهو كله لك، ولست أجهل ما كان من وفائك، وأقام معها وقال في الشامية:

صاحِ! حَيَّ الإلهُ حَيّاً وَدُوداً ... عندَ أصْلِ القَنَاةِ من جَيرُونِ.

فبِتِلكَ اغتَرَبْتُ بالشّام حتى ... ظَنّ أهلي مرَجَّماتِ الظّنونِ.

وَهيَ زَهرَاءُ مثلُ لؤلؤةِ الغَوّ ... صِ مِيزَتْ مِن لؤلؤٍ مَكنونِ.

وفي هذه القصيدة يقول أبو دهبل:

ثمّ فارَقتُها على خيرِ ما كا ... نَ قرينٌ مقارناً لقَرينِ.

وبكَتْ خشيةَ التفرّق والبَيْ ... نِ بكاءَ الحزينِ نحوَ الحزينِ.

فاسألي عَنْ تَذَكّرِي واكتِئابي ... جُلَّ أهلي إذا همُ عذلوني.

وقد روي هذا الشعر لعبد الرحمن بن حسان، وليس بصحيحٍ. قال: فلما جاء الأجل أراد الخروج إليها ففاجأه موتها، فأقام.

<<  <  ج: ص:  >  >>