للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالت:

أُحِبُّكَ حُبَّينِ، حُبَّ الوِدَادِ، ... وَحُبّاً لأنّكَ أهْلٌ لِذَاكَا.

فَأمّا الّذي هًوَ حُبّ الوِدَادِ، ... فَحُبٌّ شُغِلتُ به عَن سوَاكَا.

وَأمّا الّذي أنتَ أهلٌ لَهُ، ... فكَشفُك للحُجْبِ حتى أرَاكَا.

فما الحمدُ في ذا وَلا ذَاكَ لي، ... وَلكِن لك الحمدُ في ذا وَذاكَا.

ثم شهقت شهقةً، فإذا هي قد فارقت الدنيا، فبقيت أتعجب مما رأيت منها، فإذا أنا بنسوة قد أقبلن وعليهن مدارع العشر، فاحتملنها، فغيبنها عني فغسلنها، ثم أقبلن بها في أكفانها فقلن لي: تقدم فصل عليها، فتقدمت فصليت عليها، وهن خلفي. ثم احتملنها ومضين.

؟ ما بي جنون أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي، حدثنا أبو الحسن بن جهضم.

أنشدنا محمد بن عبد الله ليحيى بن معاذ:

أمُوتُ بدائي لا أصِيبُ مُدَاوِيا، ... وَلا فَرَجاً مِمّا أرَى مِنْ بَلائِيَا.

؟ إذا كانَ دَاءَ العَبْدِ حُبُّ مَليكه، ... فمَن دُونَه يُرْجَى طبيباً مُداوِيَا.

مَعَ اللهِ يُمْضِي دَهْرَهُ مُتَلَذّذاً، ... مُطيعاً، تَرَاهُ كان، أوْ كان عاصِيَا.

يقولون يَحيى جُنّ من بعدِ صحّة، ... وما بي جُنُونٌ، يا خَليلي، ما بِيَا.

؟ رابعة العدوية ورياح القيسي

أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي، رحمه الله، بقراءتي عليه، أخبرنا محمد بن عبد الله ابن أخي ميمي، حدثنا الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد القرشي، حدثني محمد بن الحسين، حدثني أبو معمل صاحب عبد الوارث قال: نظرت رابعة إلى رياح القيسي، وهو يقبل صبياً من أهله، ويضمه إليه، فقالت: أتحبه يا رياح؟ قال: نعم قالت: ما كنت أحسب أن

<<  <  ج: ص:  >  >>