للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعظم حرمةً من البعير، وأنشأ يقول:

أأترُكُ لَيلى لَيسَ بَيني وَبَينهَا ... سِوَى لَيلَةٍ، إني إذاً لَصَبُورُ

هَبوني امرَأً مِنكُم أضَلَّ بَعيرَهُ ... لَهُ ذِمّةٌ، إنّ الذِّمَامَ كَبيرُ

وَللصّاحبُ المَتروكُ أعظمُ حُرْمَةً ... عَلى صَاحبٍ من أنْ يَضِلَّ بَعِيرُ

عَفَا اللهُ عَن لَيلى، الغَداةَ، فإنّها ... إذا وَلِيَتْ حُكْماً عَليَّ تَجُورُ

قال: فأقاموا عليه حتى مضى ورجع.

[الحب المجرم]

ذكر أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، أخبرنا الفضل بن محمد العلاف قال: لما قدم بغا ببني نمير أسرى كنت كثيراً ما أصير إليهم، فلا أعدم أن ألقى منهم الفصيح، فجئتهم، ذات يوم، في صبيحة ليلة، قد كانوا مطروا فيها، وإذا شاب جميل قد نهكه المرض وليس به حراك وهو ينشد:

ألا يا سنَا بَرْقٍ على قُلَلِ الحِمَى، ... لهَنَّكَ من بَرْقٍ عليَّ كَرِيمُ

لَمعتَ اقتداءَ الطيرٍ، وَالقوْمُ هُجّعٌ، ... فَهَيَّجتَ أحَزاناً، وَأنتَ سَليمُ

فَبِتُّ بحَدِّ المِرْفَقَينِ أشِيمُهُ، ... كَأني لبَرْقٍ بالسّتَارِ حَميمُ

فهلْ من مُعيرٍ طَرْفَ عَينٍ خَليَّةٍ؟ ... فإنسَانُ عَينِ العَامِرِيِّ كَليمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>