للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تصافح الأكف والخدود]

أنبأنا القاضي أبو الحسين بن المهتدي، أنشدنا أبو الفضل محمد بن الحسين بن الفضل بن المأمون، أخبرنا أبو بكر بن الأنباري: أنشدني إبراهيم بن عبد الله الوراق لمحمد بن أمية وأنشدنيها أبي لغيره من المحدثين:

وَحدَثَّني عن مجلِسٍ كنتَ زينَهُ ... رَسُولٌ أمينٌ وَالوُفُودُ شُهُودُ

فَقُلتُ له: كرَّ الحديثَ الذي مضَى ... وَذِكرُكَ من بَينِ الحَديثِ أرِيدُ

أنَاشِدُهُ باللهِ ألاّ ذَكَرْتَهُ، ... كأني بَطيء الفَهمِ حِينَ يُعيدُ

يُجَدِّدُ لي ذِكْرُ الحَديثِ لَذاذةً، ... فذِكرُكَ عِندي وَالحَديثُ جديدُ

قال وفي رواية أبي، رحمه الله تعالى:

فلمّا هَمَنا بالفِرَاقِ تَصَافَحَتْ ... أكفٌّ، وَثَنَّتْ عندَ ذاكَ خُدودُ

[مخافة الواشي]

وبالإسناد أخبرنا أبو بكر أنبأنا أبي أنشدنا أحمد بن عبيد:

يَقولونَ: ما تَهوَاكَ ميُّ تَعَبُّثاً، ... فما بالُهُ يُضْحِي وَيُمسِي مُسَلَّمَا

وَيُعرِض عن ذكرَاك في كلِّ موطنٍ ... وَقد يُسعِفُ الحبُّ المحبَّ المُتَيَّمَا

وقد صَدقُوا أني لأترُكُ ذَاكُمُ، ... كَأنيَ لمْ أعرِفكَ إلاّ تَوَهُّمَا

وَأهجُرُكُمْ، وَاللهُ يَعَلَمُ أنّني ... أُحِبّكِ حُبّاً خالطَ اللحمَ وَالدمَا

مَخَافةَ وَاشٍ أوْ تَوَقّيَ أعيُنٍ، ... تَرَى بَثَّ أسرَارِ المُحبِّينَ مَغنَمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>