للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وترسلها إلي على أن لا تذكر فيها اسمي ولا اسم سيدي، فقال بشار، وبعث بها مع رسوله إليها:

وَذاتِ دَلٍّ كَأنّ الشمسَ صُورَتُها، ... بَاتَتْ تُغَنّي عَميدَ القَلبِ سكرَانَا

إنّ العُيُونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ ... قَتَلْنَنَا ثمّ لا يُحيِينَ قَتلانَا

فقلتُ: أحسَنتِ يا سؤلي ويَا أمَلي، ... فَأسمِعِيني، جَزَاكِ اللهُ إحسَانَا

يا حَبّذا جَبَلُ الريّانِ من جَبَلٍ؛ ... وَحَبّذا سَاكِنُ الريّانِ مَن كانَا

قالت: فهلاّ، فدَتكِ النفسُ، أحسن من ... هذا لمَن كان صبّ القَلبِ حَيرَانَا

يا قَوْمُ أُذني لبَعضِ الحيّ عاشِقَةٌ ... وَالأذنُ تَعشَقُ قبلَ العَينِ أحيانَا

فقلتُ: أحسَنتِ! أنتِ الشمسُ طالعةً، ... أضرَمتِ في القَلبِ وَالأحشَاءِ نِيرَانَا

فَأسمِعينا غِنَاءً مُطْرِباً هَزَجاً، ... يزِيدُ صَبّاً مُحِبّاً فِيكِ أشجَانَا

يا لَيتني كُنتُ تُفّاحاً مُفَلَّجَةً، ... أو كُنتُ من قُضُبِ الرّيحانِِ رَيحَانَا

حَتى إذا وَجَدَتْ رِيحي فأعجَبَها، ... وَنحنُ في خَلوةٍ مُثّلتُ إنسَانَا

فحَرّكتْ عودَها، ثمّ انثَنَتْ طَرَباً، ... تَشدُو بهِ ثمّ لا تُخفِيهِ كِتمانَا

أصبَحتُ أطوَعَ خَلقِ اللهِ كُلّهِمِ ... لأكثرِ الخَلقِ لي في الحُبّ عِصْيَانَا

فقلتُ: أطرَبتَنا يا زَينَ مَجلِسِنَا، ... فَغَنِّنَا أنتِ بالإحسَانِ أوْلانَا

فَغَنّتِ الشَّرْبَ صَوْتاً مُونَقاً رَمَلاً ... يُذكي السّرُورَ وَيُبكي العَينَ ألوَانَا

لا يَقتُلُ اللهُ مَنْ دامَتْ مَوَدّتُهُ، ... وَاللهُ يَقتُلُ أهلَ الغَدرِ أحيَانَا

<<  <  ج: ص:  >  >>