للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بشعر قيس بن الخطيم. وقدم قيس على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فعرض عليه الإسلام فقال: إني لأعدم أن الذي تأمرني به خير مما تأمرني به نفسي وفيها بقية من ذاك فأذهب فأستمتع من النساء والخمر وتقدم بلدنا فأتبعك. فقتل قبل أن يتبعه صلى الله عليه وسلم. وهو القائل:

متى ما تقتد بالباطل الحق يأبه ... وإن قدت بالحق الرواسي تنقد

إذا ما أتيت الأمر من غير بابه ... ضللت وإن تأته من الباب تهتد

وله:

وإني لدى الحرب العوان موكل ... بتقديم نفس ما أريد بقاءها

وله:

وكل شديدة نزلت بقوم ... سيأتي بعد شدتها رخاء

قيس بن رفاعة الواقفي من بني واقف بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس أدرك الإسلام فأسلم وكان أعور. وهو القائل:

أنا النذير لكم مني مجاهرةً ... كيلا يلام على نهي وإنذار

وإن عصيتم مقالي اليوم فاعترفوا ... إن سوف تلقون حرباً ظاهر العار

لترجعن أحاديثاً وملعبةً ... لهو المقيم ولهو المدلج الساري

من كان في نفسه عوجاء يطلبها ... عندي فإني له رهن بأصحار

أقيم عوجته إن كان ذا عوج ... كما يقوم قدح النبعة الباري

وصاحب الوتر ليس الدهر يدركه ... عندي وإني لدراك بأوتار

من يصل ناري بلا ذنب ولا ترة ... يصل بنار كريم غير غدار

وله:

وأنبئت أخوالي أداروا نقيصتي ... بشعواء فيها ثامل السم منقعاً

سأركبها فيكم وأدعي مفرقاً ... وإن شئتم من بعد كنت مجمعاً

قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض. كان شريفاً حازماً ذا رأي وكانت عبس تصدر في حروبها عن رأيه وهو صاحب داحس وهي فرسه. راهن حذيفة بن بدر الفزاري فصار آخر أمرهما إلى القتال والحرب. وكان أبوه زهير أبا عشرة وأها عشرة وعم عشرة وقاد غطفان كلها ولم تجتمع على أحد قبله في جاهلية ولا إسلام، وكان قيس أحمر أعسر أيسر بكر بكرين هو القائل في قتل حذيفة بن بدر وبنو عبس تولت قتله:

أظن الحلم دل عليّ قومي ... وقد يستجهل الرجل الحليم

ومارست الرجال وما رسوني ... فمعوج عليّ ومستقيم

ليس قوله: وقد يستجهل الرجل الحليم بمعنى ينسب إلى الجهل وإنما هو بمعنى

<<  <   >  >>