للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في تحاكم علقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل في منافرتهما إلى أبي سفيان ابن حرب فلم يقل فيهما شيئاً فأتيا أبا جهل بن هشام فأبى أن يقضي بينهما فقال مروان في ذلك:

يال قريش بينوا الكلاما ... إنا رضينا منكم أحكاما

فبينوا إذ كنتم حكاما.

مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس. يقول:

وهل نحن إلا مثل من كان قبلنا ... نموت كما ماتوا ونحيا كما حيوا

وينقص منا كل يوم وليلةٍ ... ولا بد أن نلقى من الأمر ما لقوا

نؤمل أن نبقى وأين بقاؤنا ... فهلا الألى كانوا مضوا قبلنا بقوا

فنواوهم يرجون مثل رجائنا ... ونحن سنفنى مثل ما أنهم فنوا

وننزل داراً أصبحوا ينزلونها ... ونبلى على ريب الزمان كما بلوا

وله يخاطب معاوية بن أبي سفيان وقد أجلس عبد الله بن الزبير معه على سريره:

لله درك من رئيس قبيلةٍ ... يضع الكبير ولا يربي الأصغرا

وله يخاطب الفرزدق لما شخص إلى سعيد بن العاص بالمدينة في خبر مشهور:

قل للفرزدق والسفاهة كاسمها ... إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس

ودع المدينة إنهامرهوبة ... واقصد لمكة أو لبيت المقدس

مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة واسمه يزيد مولى مروان ابن الحكم. وأصلهم يهود من موالي السموأل بن عادياء وهو يدعون انهم موالي عثمان بن عفان وإنما أعتق مروان بن الحكم أبا حفصة يوم الدار. ويقال إن عثمان اشتراه غلاماً من سبي اصطخر ووهبه لمروان بن الحكم، ومروان بن أبي حفصة يكنى أبا السمط وكان يلقب ذلك ببيت قاله. وكن شيخاً متدانياً يستبشع منظره ومنازل أهله باليمامة وهو شاعر مفلق مدح معن ابن زائدة في أيام المنصور ووفد على المهدي وولديه ومدحهم وكان ذا منزلة منهم يجزلون عطاءه ويقدمونه على سائر الشعراء. ولد سنة خمس ومائة في شهر ربيع الأول وهي السنة التي مات فيها هشام. وفد على الوليد بن يزيد وهو حدث مع عمومته وهلك في أيام الرشيد سنة اثنتين وثمانين ومائة في ربيع الأول ودفن ببغداد في مقابر نصر بن مالك الخزاعي وهي معروفة بالمالكية ويقال إنه جاز الثمانين، ومذهبه في العدول على أهل البيت مشهور متعارف، هو القائل في معن بن زائدة:

هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا ... أجابوا وإن أعطو أطابوا وأجزلوا

<<  <   >  >>