للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"سرية أبي قتادة إلى نجد":

ثم سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى خضرة، وهي أرض محارب بنجد، في شعبان سنة ثمان، وبعث معه خمسة عشر رجلا إلى غطفان، فقتل من أشرف منهم، وسبى سبيا كثيرا، واستاق النعم، فكانت الإبل مائتي بعير، والغنم ألفي شاة.


سرية أبي قتادة إلى نجد:
"ثم سرية أبي قتادة" الحارث، ويقال عمرو أو النعمان "ابن ربعي" بكسر الراء، وسكون الموحدة، بعدها مهملة "الأنصاري" السلمي، بفتحتين، المدني شهد أحدًا وما بعدها، ولم يصح شهوده بدرا مات سنة أربع وخمسين على الأصح الأشهر، "إلى خضرة" ضبطه الشامي، بفتح الخاء، وكسر الضاد، المعجمتين مخالفا قول البرهان، بضم الخاء، وإسكان المعجمة، هذا الظاهر، ثم راء، ثم تاء تأنيث، "وهي أرض محارب بنجد" أشار إلى أنه لا تنافي بين من ترجمها كالبخاري، بقوله السرية التي قبل نجد، وبين من قال سرية محارب؛ لأن الأرض نجد، والمقصودين بالسرية من أهلها محارب، "في شعبان سنة ثمان" عند ابن سعد، وذكر غيره: أنها قبل مؤتة، وهي في جمادى كما مر، وقيل: كانت في رمضان، ذكره الحافظ، "وبعث معه خمسة عشر رجلا إلى غطفان" بأرض محارب.
قال ابن سعد: وأمره أن يشن عليهم الغارة، فسار الليل وكمن النهار، فهجم على حاضر منهم عظيم، فأحاط به، فصرخ رجل منهم يا خضرة، وقاتل منهم رجال، "فقتل من أشرف" ظهر "منهم وسبى سبيا كثيرا واستاق النعم، فكانت الإبل مائتي بعير والغنم ألفي شاة" زاد ابن سعد وشيخه، وجمعوا الغنائم فأخرجوا الخمس فعزلوه، فأصاب كل رجل اثنا عشر بعيرا فعدل البعير بعشر من الغنم، ونفلنا أميرنا بعيرا بعيرا ثم قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسم علينا غنيمتنا، وروى الشيخان وغيرهما، عن ابن عمر بعث صلى الله عليه وسلم سرية قبل نجد، فكنت فيها فغنموا إبلا كثيرة وغنما، فكانت سهامنا اثني عشر بعيرا، ونفلنا بعيرا بعيرا، فرجعنا بثلاثة عشر بعيرا، قال في الفتح: اختلف الرواة في القسم والتنفيل هل كانا جميعا من أمير ذلك الجيش، أو من النبي صلى الله عليه وسلم، أو أحدهما من أحدهما؟ فرواية أبي داود صريحة، أن التنفيل من الأمير والقسم منه، صلى الله عليه وسلم ولفظه فخرجت فيها فأصبنا نعما كثيرا وأعطانا أميرنا بعيرا لكل إنسان ثم قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم فقسم بيننا غنيمتنا، فأصاب كل رجل اثني عشر بعيرا بعد الخمس، وظاهر رواية مسلم، أن ذلك صدر من الأمير، وأنه صلى الله عليه وسلم كان مقررا له، ومجيزا لأنه قال فيه ولم يغيره النبي صلى الله عليه وسلم، ولمسلم أيضا،

<<  <  ج: ص:  >  >>