للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"غزاة أوطاس":

ثم سرية أبي عامر الأشعري، وهو عم أبي موسى الأشعري، وقال ابن إسحاق: ابن عمه والأول أشهر.

بعثه صلى الله عليه وسلم حين فرغ من حنين في طلب الفارين من هوازن يوم حنين إلى أوطاس -وهو واد في ديار هوازن- وكان معه سلمة بن الأكوع، فانتهى إليهم، فإذا هم مجتمعون فقتل منهم أبو عامر تسع إخوة.


غزوة أوطاس:
"ثم سرية أبي عامر" عبيد بن سليم، بتصغيرهما ابن حضار، بفتح المهملة وشد المعجمة فألف فراء, "الأشعري" ذكر ابن قتيبة أنه عمي، ثم أبصر وأنه هاجر إلى الحبشة, قال في الإصابة: فكأنه قدم قديما فأسلم "وهو عم أبي موسى" عبد بن قيس بن سليم "الأشعري" الصحابي المشهور، "وقال ابن إسحاق": هو "ابن عمه، والأول أشهر" كما قاله في الفتح، وقال في النور: هو غلط إنما أبو موسى ابن أخيه. انتهى.
لكن في الفتح قول أبي عامر في الصحيح: ابن أخي يرد قول ابن إسحاق، ويحتمل إن كان ضبطه أنه قال له ذلك لكونه أسن منه. انتهى.
"بعثه صلى الله عليه وسلم حين فرغ من حنين في طلب الفارين من هوازن يوم حنين إلى أوطاس" صلة الفارين، أي بعثه إلى من فر إلى أوطاس بفتح الهمزة، وسكون الواو، وطاء وسين مهملتين، "وهو" كما قال أبو عبيد البكري: "واد في ديار هوازن" قال: وهناك عسكروا هم وثقيف، ثم التقوا بحنين، وقال عياض: هو موضع حرب حنين، قال الحافظ: هذا الذي قاله، ذهب إليه بعض أهل السير، والراجح أن وادي أوطاس غير وادي حنين، ويوضحه ما ذكره ابن إسحاق: أن الوقعة كانت في وادي حنين، وأن هوازن لما انصرفوا صارت طائفة إلى الطائف, وطائفة إلى نخلة، وطائفة إلى أوطاس.
هكذا في الفتح عن عياض: حرب بالحاء المهملة، وكذا يأتي اعتراضه عليه، وتصحف على من قرأه قرب بقاف، وأجاب أنه لا يخالف الراجح؛ لأن غاية ما فيه أنه مع مغايرته لحنين قريب منها، "وكان معه سلمة بن الأكوع" الفارس المشهور "فانتهى إليهم، فإذا هم مجتمعون".
قال ابن إسحاق: فأدرك بعض من انهزم، فناوشوه القتال، "فقتل منهم أبو عامر تسعة إخوة

<<  <  ج: ص:  >  >>