للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان معاوية وزيد بن ثابت ألزمهم لذلك وأخصهم به، كما قاله الحافظ الشرف الدمياطي وغيره، ونبهت عليه.

قال الحافظ ابن حجر: وقد كتب له قبل زيد بن ثابت، أبي بن كعب، وهو أول من كتب له بالمدينة، وأول من كتب له بمكة من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح، ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام يوم الفتح، وممن كتب له في الجملة أكثر من غيره الخلفاء الأربعة وأبان وخالد ابنا سعيد بن العاصي بن أمية.


كان للنبي صلى الله عليه وسلم كاتب، يقال له السجل، فأنزل يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب، والسجل هو الرجل بالحبشة، وأخرجه أبو نعيم والخطيب، فهذا الحديث صحيح لهذه الطرق، وغفل من زعم أنه موضوع نعم ورد ما يخالفه، فأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر، البقار أن السجل ملك كان له في أم الكتاب كل يوم ثلاث طيات، وزاد النقاش أنه في السماء الثالثة، ونقل الثعلبي، وغيره عن ابن عباس، ومجاهد السجل الصحيفة، قاله في الإصابة باختصار، ومراده الرد على قول ابن كثير، عرضت حديث ابن عباس على المزي، فأنكره جدا، وأخبرته أن ابن تيمية قاله: إنه موضوع، وإن كان في سنن أبي داود فقال المزي: وأنا أقوله. ا. هـ.
قال الحافظ في غير الإصابة: وهذه مكابرة، "وكان معاوية، وزيد بن ثابت ألزمهم لذلك، وأخصهم به، كما قاله الحافظ الشرف" أي شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن خلف "الدمياطي وغيره ونبهت عليه".
"قال الحافظ ابن حجر: وقد كتب له قبل زيد بن ثابت" وقبل معاوية بالأولى لتأخر إسلامه، عن زيد "أبي بن كعب: وهو أول من كتب له بالمدينة" قبل زيد وغيره، "وأول من كتب له بمكة من قريش" خرج شرحبيل بن حسنة؛ لأنه كندي، فلا يرد على قوله أنه أول كاتب "عبد الله بن سعد بن أبي سرح" العامري، "ثم ارتد، ثم عاد إلى الإسلام يوم الفتح" فحسن إسلامه، ولم يظهر منه بعده إلا الخير. ولاه عثمان مصر، ففتح الله على يديه أفريقية، فكان فتحا عظيما، بلغ سهم الفارس فيه ثلاثة آلاف مثقال، واعتزل الفتنة بعد قتل عثمان، فسكن عسقلان، وقيل الرملة، ودعا أن يختم عمله بالصلاة، فسلم من الصبح التسليمة الأولى، ثم هم بالثانية، فقبض، "وممن كتب له في الجملة أكثر من غيره الخلفاء الأربعة، وأبان" بن سعيد أسلم أيام خيبر وشهدها، كما ذكره الواقدي، ووافقه عليه علماء الأخبار، وهو المشهور، وخالفهم ابن إسحاق، فعده فيمن هاجر إلى الحبشة، ومات صلى الله عليه وسلم وإبان على البحرين، ثم قدم على أبي بكر، وسار إلى الشام، فقتل يوم أجنادين سنة ثلاثة عشرة، قاله الأكثر، وقيل غير ذلك.
"وخالد ابنا سعيد بن العاصي بن أمية" القرشي، الأموي، من السابقين قيل كان رابعا أو

<<  <  ج: ص:  >  >>