للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"تفجر الماء ببركته وابتعاثه بمسه ودعوته صلى الله عليه وسلم":

ومن ذلك تفجر الماء ببركته، وابتعاثه بمسه ودعوته.

روى مسلم في صحيحه عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم ستأتون غدًا إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئًا حتى آتي". قال: فجئناها، وقد سبق إليها رجلان، والعين مثل الشراك تبض


تفجر الماء ببركته وابتعاثه بمسه ودعوته صلى الله عليه وسلم:
"ومن ذلك تفجر الماء" وفي نسخة: تفجير، فأطلق المصدر وأراد أثره وهو التفجر مجازًا إذ التفجير من فعل الله لا من الماء، فالمراد منه التفجر أو المراد بتفجيره شق محله الذي يخرج منه، أو المصدر مضاف لمفعوله بعد حذف الفاعل، أي: تفجير الله الماء بمعنى إخراجه، "ببركته" أي: يمنه ووجوده في مكان أخرج منه الماء، "وابتعاثه" افتعال من البعث، وهو الإثارة والإخراج للماء حتى يجري، وفي نسخة: انبعاثه بالنون انفعال، وهما بمعنى واحد، يقال: بعثه، فابتعث، وانبعث "بمسه" لمحله "ودعوته" دعائه لله تعالى، وآخر هذا عن نبعه من أصابعه لقوة ذاك في المعجزة على هذا الاحتمال كونه اتفاقيًا.
"روى مسلم في صحيحه" في فضائل النبي من طريق مالك، عن أبي الزبير، عن عامر بن واثلة، "عن معاذ" بن جبل: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم ستأتون غدًا إن شاء الله عين تبوك" التي بها لا ينصرف على المشهور لوزن الفعل كتقول، وقد يصرف على إرادة الموضع مكان بين المدينة والشام، "وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها" أي: قبلي، بدليل قوله: "فلا يمس من مائها شيئًا حتى آتي" بالمد: أجيء، "فجئناها وقد سبق إليها رجلان، والعين مثل الشراك" بكسر المعجمة، وفتح الراء، وألف، وكاف: سير النعل الذي على وجهه، شبهه به لضعفه وقلة جريه، وليس بمعنى أخدود في الأرض؛ كما توهم، "تبض" بفتح التاء وكسر الموحدة، وتشديد الضاد المعجمة، أي: تقطر وتسيل؛ كما رواه ابن مسلمة، وابن القاسم في الموطأ، ورواه يحيى وطائفة، بصاد مهملة، أي: تبرق، قاله الباجي، وبهما روى

<<  <  ج: ص:  >  >>