للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النوع السادس: في وصفه تعالى له عليه الصلاة والسلام بالنور والسراج المنير]

اعلم أن الله تعالى قد وصف رسوله صلى الله عليه وسلم بـ"النور" في قوله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} [المائدة: ١٥] ، وقيل: المراد القرآن.


العصر هو عصره صلى الله عليه وسلم، الذي هو فيه، فيكون على هذا أقسم الله تعاىلى بزمانه في هذه الآية، وبمكانه في قوله تعالى: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَد} سواء قلنا؛ أنه مكة أو المدينة، إذ كل مكانه، "وبعمره في قوله: {لَعَمْرُك} ، وذلك كله كالظرف له، فإذا وجب": ثبت، وحق "تعظيم الظرف" بالأقسام به، "فكيف حال المظروف" استفهام تعجيب.
"قال" الرازي: "ووجه القسم كأنه تعالى قال": "ما أعظم خسرانهم إذ أعرضوا عنك" انتهى كلام الرازي وهو وجيه.
النوع السادس:
"في وصفه تعالى له عليه الصلاة والسلام بالنور والسراج": المصباح، جمعه سرج، ككتاب وكتب "المنير" وصف به للتأكيد، أو؛ لأن بعض السرج لا يضيء إذا رق فتيله وقل زيته، وقد قيل ثلاثة تضني: رسول يضيء وسراج لا يضيء ومائدة ينتظر إليها من يجيء، "اعلم أن الله تعالى قد وصف رسوله صلى الله عليه وسلم بالنور" أي: أخبر عنه بأنه نور "في قوله تعالى: {قَدْ جَاءَكُم} الخطاب لأهل الكتاب في قوله: يا أهل الكتاب وهو شامل للتوراة والإنجيل، وكانوا يخفون ما فيها من صفات النبي صلى الله عليه وسلم " {مِنَ اللَّهِ نُور} " هو محمد صلى الله عليه وسلم " {وَكِتَابٌ مُبِين} " قرآن بين ظاهر.
"وقيل: المراد" بالنور "القرآن"، وعليه فالعطف للتفسير، وقوله: يهدي به الله في موقعه، وعلى الأول أفرده مع تغايرهما وعطفهما بالواو لرجوعه لهما معًا باعتبار المذكور، أو؛ لأنهما معًا كالشيء الواحد وهداية أحدهما عين هداية الآخر، فإن خلقه القرآن، وما أفاده المصنف من ترجيح الأول هو الصحيح، فق اقتصر عليه الجلال، وقد التزم الاقتصار على أرجح الأقوال، وبه جزم عياض في محل وساوى بينهما في آخر، وتبعه المصنف في الأسماء الشريفة، وفسر النور.

<<  <  ج: ص:  >  >>