للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوع التاسع: في آيات تتضمن رده تعالى بنفسه المقدسة على عدوه صلى الله عليه وسلم ترفيعًا لشأنه

قال تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ، مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} [القلم: ١-٢] لما قال المشركون: {يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}


النوع التاسع:
"في آيات تتضمن رده تعالى بنفسه المقدسة"، أطلق النفس عليه تبعًا لقول إمام الحرمين أنه الصحيح، وقيل: إنما يجوز للمشاكلة نحو تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك، ورد بقوله: كتب ربكم على نفسه الرحمة، وخبر أنت، كما أثنيت على نفسك، وتقدير كتب رب نفوسكم، ولا تحصى نفسي بعيد "على عدوه"، يحتمل أن يريد المفرد وعمومه من الإضافة استغراق المفرد أشمل عند أهل البيان، ويحتمل أن يريد الجمع، فإن لفظ عدو يقع لغة على الواحد المذكر والمؤنث، والمجموع "صلى الله عليه وسلم ترفيعًا" مفعول لأجله وتضعيفه للمبالغة، إذ هو متعد بدونه "لشأنه" أمره وخطبه.
"قال تعالى: " {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} "، أي: الملائكة، ومر الكلام فيه مبسوطًا " {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} " [القلم: ١] ، أي: انتفى عنك الجنون، بسبب إنعامه عليك بالنبوة وغيرها.
"لما" حين "قال المشركون: {يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} القرآن في زعمه " {إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} "، أي: لتقول قولهم، بدعواك أنه نزل عليك لا الجنون الحقيقي للقطع بعدمه، فلا يريدونه لئلا يكذب من قاله: "أجاب تعالى" الأولى، فأجاب بالفاء، إذ الجملة الأولى

<<  <  ج: ص:  >  >>