للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المقصد السابع]

في وجوب محبته واتباع سنته، والاهتداء بهديه وطريقته، وفرض محبة آله وأصحابه، وقرابته وعترته وحكم الصلاة والتسليم عليه، زاده الله فضلا وشرفًا لديه، وفيه ثلاثة فصول.


طريقته "وأخذه تعالى له الميثاق على سائر النبيين فضلا منه إن أدركوه ليؤمنن به ولينصرنه والتنويه به" بالجر، أي: يذكره، يقال: ناه بالشيء نوها من باب قال ونوه به تنويهًا رفع ذكره وعظمه، وفي حديث عمر: أنا أول من نوه بالعرب، أي: رفع ذكرهم بالديوان والإعطاء، كما في المصباح. "في الكتب السالفة" الماضية؛ "كالتوراة والإنجيل" قيل: مشتقان من الورى والنجل، ووزنهما تفعلة وأفعيل ورد بأنه تعسف لأنهما أعجميتان، ويؤيده أنه قرئ الإنجيل بفتح الهمزة، وهو ليس من أبنية العرب.
"بأنه صاحب الرسالة" العامة على وجه لم يوجد لغيره، "والتبجيل" التعظيم والتوقير، "وفيه عشرة أنواع" الأول: في آيات تتضمن عظم قدره إلى آخره، والثاني: في أخذ الله له الميثاق على النبيين فضلا، والثالث: في وصفه له بالشهادة وشهادته له بالرسالة، والرابع: في التنويه به في الكتب السالفة، والخامسة: في أقسامه على تحقيق رسالته وفيه خمسة فصول، والسادس: في وصفه له بالنور والسراج المنير، والسابع: في وجوب طاعته، والثامن: فيما يتضمن الأدب معه، والتاسع: في رده تعالى على عدوه، والعاشر: في إزالة الشبهات عن آيات وردت في حقه متشابهات. وهذا وإن لم يكن شيئًا، ففيه إراحة للخاطر ولئلا يتوهم أنه على نسق ما قبله وعبر هنا، وفي التاسع بأنواع تفننا إذ المراد من الأنواع والفصول واحد.
"المقصد السابع: في وجوب محبته, و" وجوب اتباع سنته, و" وجوب "الاهتداء بهديه" ومعنى الوجوب اعتقاد حقية ما أمر به عن الله تعالى، وأما مباشرة الفعل فتختلف في الوجوب والندب والإباحة، ولا يشكل بأن المندوب يجب بالنذر لأمره صلى الله عليه وسلم بالوفاء بالنذر، كالقرآن فهو من سنته وهديه، "وطريقته" وهذا هو الفصل الأول "وفرض محبة آله وأصحابه وقرابته وعترته" بكسر العين وسكون الفوقية، أي: نسله.
قال الأزهري: وروى ثعلب عن ابن الأعرابي أن العترة ولد الرجل وذريته وعقبه من صلبه ولا تعرف العرب م العترة غير ذلك، ويقال: رهطه الأدنون، ويقال: أقرباؤه، ومنه قول أبي بكر

<<  <  ج: ص:  >  >>