للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه عبد الله بن صالح عن الليث عن عقيل عن الزهري، أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل لينكح ويولد له وقد أخرج اسمه في الموتى". فهو حديث مرسل، ومثله لا يعارض به النصوص. انتهى.

وأما قيامه عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان، وهو الذي يسمى بالتراويح: جمع ترويحة، وهي المرة الواحدة من الراحة، وسميت بذلك لأنهم أول


ما يرد على تصويب، أن الليلة المباركة ليلة القدر من حديث "تقطع الآجال من شعبان" بأنه حديث ضعيف وإن رواه البيهقي وغيره، فقال: "وأما الحديث الذي رواه عبد الله بن صالح" المصري "عن الليث" بن سعد الإمام "عن عقيل" بالتصغير ابن خالد "عن الزهري" بن شهاب، قال: أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس"، "بالفتح وإسكان المعجمة" الثقفي الأخنسي الحجازي، صدوق، له أوهام، روى له الأربعة: "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان" أي: تميز وتفرد أسماء من يموت تلك اللية إلى مثلها من العام القابل عن أسماء من لم يمت في تلك المدة، لكن يسلم ذلك إلى ملك الموت في ليلة القدر، كما مر عن ابن عباس، ونقله القرطبي عنه بلفظ: أن ابن عباس قال: إن الله تعالى يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان ويسلمها إلى مدبرات الأمور في ليلة القدر، وهم أربعة من الملائكة: إسرافيل وميكائيل وجبرائيل وعزرائيل "حتى إن الرجل لينكح" المرأة "ويولد له" الولد، "وقد خرج اسمه في" ديوان "الموتى" وحتى إن المرأة لتنكح وتحمل وتلد، وقد خرج اسمها في ديوان الموتى، فاكتفى بأحد النظيرين عن الآخر للقطع بعدم الفارق. وظاه قوله: "تقطع الآجال" أن ذلك لا يختص بالآدميين، ولا يضر قوله: "حتى إن الرجل" ... إلخ، لأنه خص النوع الإنساني لشرفه بالقوة الفاهمة المدركة للخطاب، "فهو حديث مرسل"؛ لأن عثمان بن محمد من صغار التابعين، وقد وصله الديلمي من وجه آخر عن عثمان بن محمد المذكور، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال ابن المديني: عثمان روى عن ابن المسيب مناكير، ولذا قال: "ومثله لا يعارض به النصوص. انتهى" كلام ابن كثير، أي: لإرساله وللاختلاف في عثمان، فوثقه ابن معين وضعفه غيره.
وقال بعض الحفاظ: إرساله أصح من وصله وله شاهد عن ابن مردويه بسند فيه مقال، "وأما قيامه عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان وهو الذي يسمى بالتراويح جمع ترويحة وهي المرة الواحدة من الراحة" كتسليمة من السلام، "وسميت" الصلاة جماعة في ليالي رمضان "بذلك" أي: تروايح، "لأنهم أول ما اجتمعوا عليها كانوا يستريحون بين كل

<<  <  ج: ص:  >  >>