للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: أراد أنه لا يموت موتة أخرى في القبر كغيره، إذا يحيا فيسأل ثم يموت، وهذا جواب الداودي.

وقيل: لا يجمع الله موت نفسك وموت شريعتك. وقيل: كنَّى بالموت الثاني عن الكرب، أي: لا تلقى بعد هذا الموت كربًا آخر. قال في فتح الباري.

وعنها: إن عمر قام يقول: والله ما مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقبَّله, وقال: بأبي أنت وأمي، طبت حيًّا وميتًا، والذي نفسي بيده، لا يذيقك الله الموتتين أبدًا، ثم خرج فقال: أيها الحالف، على رسلك، فلمّا تكلم أبو بكر


عصير وهو عزير، وقيل: أرمياه، وقيل: غيرهما {وَهِيَ خَاوِيَةٌ} ساقطة على عروشها" سقوفها لما خربها بخت نصر، قال استعظامًا لقدرة الله: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} ليريه كيفية ذلك، {قَالَ كَمْ لَبِثْتَ} الآية "وهذا أوضح" أظهر الأجوبة وأسلمها من الاعتراض.
"وقيل: أراد أنه لا يموت موتة أخرى في القبر كغيره؛ إذ يحيا فيسأل ثم يموت"؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- لا يسأل, "وهذا جواب الداودي" أحمد بن نصر المالكي شارح البخاري, "وقيل: لا يجمع الله موت نفسك وموت شريعتك، وقيل: كُنِّيَ بالموت الثان عن الكرب، أي: لا تلقى بعد هذا الموت كربًا آخر" ويؤيده قوله -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة: "لا كرب على أبيك بعد اليوم" "قاله في فتح الباري" في كتاب الجنائز، وتعقّب الثالث في الوفاة، فقال: وأغرب من قال: المراد بالموتة الأخرى موت الشريعة، قال هذا القائل، ويؤيده قول أبي بكر بعد ذلك في خطبته، من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت, "وعنها" أي: عائشة أيضًا، "أنَّ عمر قام يقوم: والله ما مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم" بناء على ظنه الذي أداه اجتهاده إليه، وأسقط من الحديث، قالت: وقال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذلك، وليبعثه الله فليقطعنَّ أيدي رجال وأرجلهم "فجاء أبو بكر" من السنح, "فكشف عن وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقبَّله" بين عينيه "وقال: بأبي أنت وأمي, طبت حيًّا وميتًا, والذي نفسي بيده لا يذيقك" بالرفع "الله الموتتين أبدًا"؛ لأنه يحيا في قبره ثم لا يموت كما هو أحد الوجوه المتقدمة. قال الحافظ: وهذا أحسن، ولعل هذا هو الحكمة في تعريف الموتتين، يعني: في هذه الرواية، أي: المعروفتين المشهورتين الواقعتين لكل أحد غير الأنبياء، فبطل تمسك من تمسك به لإنكار الحياة في القبر. انتهى.
"ثم أخرج" أبو بكر من عنده -صلى الله عليه وسلم- وعمر يكلم الناس, "فقال: أيها الحالف على رسلك" بكسر الراء وسكون المهملة- هينتك، أي: اتئد في الحلف ولا تستعجل، وعبَّر بالحالف لأن

<<  <  ج: ص:  >  >>