للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ذكر بعض وقائع ثانية الهجرة":

وفي ذي الحجة صلى الله عليه وسلم العيد وأمر بالأضحية.

وفيه مات عثمان بن مظعون.

وفي أول شوال ولد عبد الله بن الزبير.

تم بعون الله الجزء الأول ويليه الجزء الثاني أوله ذكر تزويج علي بفاطمة رضي الله تعالى عنهما.


ذكر بعض وقائع ثانية الهجرة:
"وفي ذي الحجة صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد" بالمصلى وضحى بكبشين، "وأمر" الناس "بالأضحية" وهو أول عيد أضحى رآه المسلمون، "وفيه مات عثمان بن مظعون" بالظاء المعجمة ابن حبيب القرشي الجمحي البدري، وقبله النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته وعيناه تذرفان ودفنه بالبقيع، وهو أول ميت من المهاجرين وأول من دفن به منهم، ولما مات ولده إبراهيم، قال: "الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون".
وقد علم أن غرض المصنف بيان بعض وقائع السنة الثانية وإن لم تتعلق بالمغازي، ولذا قال: "وفي أول شوال" سنة اثنتين بعد عشرين شهرا، فيما جزم به الواقدي وتبعه جمع، منهم: ابن الأثير والذهبي. "ولد عبد الله بن الزبير" قال الحافظ: والمعتمد أنه ولد في السنة الأولى؛ لأن هجرة أمه أسماء وعائشة وآل الصديق كانت بعد استقراره صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فالمسافة قريبة جدا لا تحتمل تأخر عشرين شهرا، بل ولا عشرة أشهر، وقد ثبت في الصحيحين عن أسماء أنها هاجرت وهي حبلى به متم فولدته بقباء، ثم أتت به النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حنكه بتمرة ثم دعا له وبرك عليه، وكان أول مولود ولد في الإسلام.
وزاد الإسماعيلي: ففرح المسلمون فرحا شديدا؛ لأن اليهود كانوا يقولون: قد سحرناهم حتى لا يولد لهم. وللإسماعيلي أيضا: أنها لم ترضعه حتى أتت به النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه. وزاد: ثم صلى عليه، أي: دعا له، ثم سماه عبد الله، وهو أول مولود للمهاجرين بالمدينة، وولد لهم بالحبشة عبد الله بن جعفر، وأول مولود للأنصار بعد الهجرة مسلمة بن مخلد، رواه ابن أبي شيبة. وقيل: النعمان بن بشير، انتهى ملخصا.

<<  <  ج: ص:  >  >>