للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي ليلة الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة منها، وقع المطر الجديد الكثير بدمشق، ثم بعد صلاة الجمعة، وفي سلخه فرغ المعمارية من إعادة البرج الشمالي الصغير، غربي باب الحديد.

وفي يوم الخميس ثامن عشري شعبان منها، دخل دمشق من مصر قاضي القضاة الشافعي نجم الدين بن الشيخ تقي الدين، وتلقاه أرباب الوظائف، وكان يوماً مطيراً، سيما وقت دخوله، وقرأ توقيعه العلامة تقي الدين القاري.

وفي يوم السبت مستهل رمضان منها، دخل من مصر إلى دمشق نائب قلعتها، وتلقاه أرباب الوظائف وغيرهم، وكان دخوله حافلاً....

[سنة خمس عشرة وتسعمائة]

استهلت والخليفة أمير المؤمنين أبو الصبر يعقوب بن عبد العزيز العباسي؛ وسلطان مصر والشام وما مع ذلك الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري، ونائبه بدمشق سيباي والقضاة بها: الحنفي الزيني بن يونس، والشافعي النجمي أبو الفضل محمد بن الشيخ تقي الدين بن قاضي عجلون، والمالكي خير الدين الغزي، والحنبلي النجمي بن مفلح، وهما في الترسيم بمصر، والأمير الكبر الأتابك برد بك تفاح؛ والحاجب الكبير جان بردي الغزالي، ومعه نيابة القدس، وكرك الشوبك.

وفي يوم السبت ثاني محرمها، خرج النائب من دمشق إلى الخربة. وفي يوم السبت ثالث عشره شاع بدمشق تولي يخشباي نائب صفد حجوبية دمشق، عوضاً عن جان بردي الغزالي، لغيبته في نيابة القدس وغيرها.

وفي يوم الأربعاء رابع صفر منها، ذهب جماعة من الصالحية برجل إلى عند القاضي الشافعي، وقالوا عنه إنه اقترف أخته شقيقته أربع مرات، وكاد زوجها أن يخرج عقله، فأمر بحبسه. وفي يوم السبت حادي عشريه وصل النائب من الخربة، وقد دقت بشائر دمشق مدة أيام، لكونه قتل كبار آل زعمان، وهرب الباقون، وأخذ حريمهم وإبلهم وأولادهم؛ ونودي بالزينة، فوضعت بدمشق بكرة يوم الأحد ثاني عشريه.

وفي يوم الاثنين ثالث عشريه دخل النائب دمشق، وتلقاه الناس على العادة، ودمشق

<<  <   >  >>