للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السبت ثالثه أتى محمولاً بالشريف كرباج البوصيني الحبال بالمزة، وهو ابن عم محمد بن المحب الحصني، وهو مقتول ليلاً بنشاب في بطنه، ووضع بباب خان الحصني، تحت زاوية ابن عمه، ثم حمل إلى دار النيابة، فأمر النائب بتجهيزه، ودفن بتربة الأشراف غربي مسجد الذبان، وعرف قاتله من المزة.

وفي يوم الخميس ثامنه، وهو أول فصل الخريف، توفي أحد الشهود المعدلين بصالحية دمشق، برهان الدين إبراهيم التسيلي الشافعي، رفيق عز الدين ابن قاضي نابلس الحنبلي، وقد قارب الأربعين ظناً، وهما عجيباً الحال.

وفيه شاع بدمشق أن الفرنج أخذوا طرابلس الغرب من المسلمين، وبلاداً أخرى، وأنهم أخذوا من البحر عدة مراكب فيها مال كثير لبعض المغاربة، وأنهم أخذوا مراكب فيها خشب، اشتراه يونس العادلي المتقدم ذكره، باسم السلطان، وجهزه في البحر إلى القاهرة، ليعمل مراكب؛ والناس في شدة من كثرة القتلى بدمشق، وغلا اللحم الضاني الذي هو كل رطل بخمسة.

وفي يوم الاثنين ثاني عشره دخل راجعاً إلى دمشق ومصر، تاج الدين ابن الديوان، بوظيفة عداد الغنم. وفي يوم الخميس خامس عشره توفي أحد الشهود بمركز باب الصغير، المشهور بالجهل والتزوير وغير ذلك، يحيى ابن إمام جامع المزاز بالشاغور، في حبس باب البريد، بسبب مال ضمنه عن الأمير عز الدين ناظر الجوالي.

وفي يوم الاثنين تاسع عشره وقع المطر الجديد. وفيه حرج على الفحم أن لا يباع إلا في خان الليمون، ولا قوة إلا بالله.

وفي هذا الشهر كملت عمارة القناة التي بجانب مسجد شبل الدولة، قبلي قصر حجاج، وقبلي السويقة المحروقة، بعد خراب قنطرتها الآجر، وقنطرة بيت الخلاء، قبليها، بعد أن أخرج إلى سمت جدار المسجد شماله، وبنى جانباه بالحجارة المنحوتة، وعليت عما كانت قبل ذلك، فولى النائب ياسين لأجل مصلحة نفسه، ليأخذ من مائها إلى داره.

وفي يوم الجمعة سابع رجب منها، أخبر عمي العلامة جمال الدين بن طولون، أن أحمد الأعور، الرسول المغربي الذي يزعم أنه شريف، وأن عبد القادر بن شهبة نزل له عن نظر المدرستين الإقباليتين، الشافعية والحنفية، قد باع من وقفهما أماكن منها فدادين من السموقة كل فدان بألف درهم، لبعض من لا يخاف الله، وأن النائب اشترى خان نقيب الأشراف، خارج بابي النصر والجابية، قبلي جامع الطواشي، وهو وقف.

<<  <   >  >>