للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الثلاثاء خامس عشريه نودي بدمشق، على لسان المقام الشريف، بالأمان والاطمئان وألا ظلم ولا عدوان، وأن لا يظلم أحد من العسكر أحداً، وفيه أسلم يعقوب صيرفي النائب، بعد عقوبته وأخذ مال، وزف وخلع عليه في اليوم المذكور، ثم في ثاني يوم تولى ناظر الخزانة ونقيب الديوان، وخلع عليه بذلك.

وقد اشتهر في هذه الأيام بدمشق، أن محمداً ولد السلطان نازل مع العسكر، لكونه أمير آخور، وأنه وصل دمشق يسكن في بيت برد بك، الذي هو مسكن النائب، صهره الآن.

وفيها وقع بين هذا الشاب الحموي، المعروف بمعروف، الشاهد بمركز الشهود بمحلة باب السريجة، وهو مع ذلك يعقد العقود، وبين عشيره شهاب الدين أحمد العجمي ثم الحلبي، ذي المئزر الأخضر، المتمصلح المتمنطق، المشهور بمعرفة علم الهيئة، المنزلين بمدرسة النائب، وجرى بينهما كلام يستحي من ذكره، وفيه قذف في حق أولاد الجلال البصروي، فلما اطلع على ذلك النائب عزلهما من مدرسته وولى غيرهما.

وفي بكرة يوم الخميس سابع عشريه وقع أيضاً بين القاضيين، الشهاب الرملي، والتقوى القاري، بسبب إمامة الجامع الأموي، كلمات قبيحات لا تصدر من مثلهما، ولا من أقل منهما يؤدي أمرها إلى شيء عظيم، حتى بقي جماعات من الترك وغيرهم يستهزئون بأهل الشرع، فلما كثر ذلك عزلهما موليهما في الإمامة منها، ومن الحكم أيضاً، وهو القاضي الشافعي، وكان ذلك بدار السعادة، ولا قوة إلا بالله.

وفي يوم الثلاثاء ثاني جمادى الأولى منها، بعث الأمير علاء الدين بن طالوا نقيب الجيش، إلى شيخنا المحيوي النعيمي، أن يكتب له صفة دخول الأشرف برسباي إلى دمشق، ومن حمل الغاشية على رأسه، وأين نزل، فكتب له ما تيسر له.

وفي يوم الأربعاء ثالثه دخل إلى دمشق الأمير بيبرس، ابن عم السلطان، بطلب. وفي يوم الجمعة خامسه دخل إلى دمشق وإلى مصر، وأحد المقدمين، كرتباي أبو سنة بطلب أيضاً. وفيه بعد صلاتها سافر النائب، وبقية الأمراء إلى ملاقاة السلطان، بعد أن ولي نيابة الغيبة لخازنداره خشقدم.

وفي ليلة السبت سادسه قتل نقيب البعني حسين الرافضي، بسكنه بحارة عريف باب

<<  <   >  >>