للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسيف أبي رغوان سيف مجاشع ... ضربت ولم تضرب بسيف ابن ظالم

وقام وانصرف وحضر جرير فخبر ولم ينشد الشعر فأنشأ يقول:

بسيف أبي رغوان سيف مجاشع ... ضربت ولم تضرب بسيف ابن ظالم

فأعجب سليمان ما شاهد ثم قال يا أمير المؤمنين كأني بابن القبر قد أجابني فقال:

ولا نقتل الأسرى ولكن نفكهم ... إذا أثقل الأعناق حمل المغارم

ثم أخبر الفرزدق بالهجو دون ما عداه فقال مجيبا:

كذاك سيوف الهند تنبو ظباتها ... وتقطع أحيانا مناط التمائم

ولا نقتل الأسرى ولكن نفكهم ... إذا أثقل الأعناق حمل المغارم

وهل ضربة الرومي جاعلة لكم ... أبا عن كليب أو أخا مثل دار

وما يحكى أن ذا الرمة استفرد جريرا في قصيدته التي مستهلها:

نبت عيناك عن طلل بحزوى ... عفته الريح وامتنح القطارا

فأرفده عدة أبيات لها، وهي هذه:

يعد الناسبون على تميم

بيوت المجد أربعة كبارا

يعدون الرباب وآل بكر

وعمراً ثم حنظلة الخيارا

ويذهب بينها المرئي لغوا

كما ألغيت في الدية الحوارا

فضمنها القصيدة، وهي اثنتان وخمسون قافية ثم مر به الفرزدق فاستنشهده إياها فأخذ ينشدها والفرزدق يستمع لا يزيد على الاستماع حتى بلغ هذه الأبيات الثلاثة استعادها منه الفرزدق مرتين ثم قال له والله علكهن من هو أرشد لحيين منك،

<<  <   >  >>