للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْحَجُّ، قُلْتُ: وَاللَّهِ لأَنْطَلِقَنَّ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَلَعَلِّيَ أَنْ أَقَعَ عَلَى وَارِثِ هَذَا الرَّجُلِ. فانطلقت فدخلت المسجد، فبينا أَنَا أَتَصَفَّحُ النَّاسَ لا أَدْرِي عَمَّنْ أَسْأَلُ، إذ ناداني رجل من بعض ذلك الخلق باسمي: يا فلان؟ فالتفت، فإذا شيخ كأنه صاحب. فقال: هات ميراث فلان. فدفعت إليه العصا، وَالْقَدَحَ، وَالْجِرَابَ، ثُمَّ وَلَّيْتُ رَاجِعًا، فَوَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى قُلْتُ لِنَفْسِي: تَضْرِبُ من مكة إلى بيت الْمَقْدِسِ، وَقَدْ رَأَيْتَ مِنَ الشَّيْخِ الأَوَّلِ مَا رأيت، ورأيت من هَذَا الشَّيْخُ الثَّانِي مَا رَأَيْتَ، وَلا تَسْأَلُ عن هَؤُلاءِ الْقَوْمِ؟ أَيَّ شَيْءٍ قِصَّتُهُمْ، وَتَسْأَلُهُمْ عَنْ أمرهم ومن هم؟

قال: فرجعت ومن رأيي ألا أُفَارِقَ هَذَا الشَّيْخَ الآخَرَ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ أموت، فجعلت أدور الخلق وَأَجْهَدُ أَنْ أَعْرِفَهُ أَوْ أَقَعُ عَلَيْهِ، فَلَمْ أَقَعُ عَلَيْهِ، وَجَعَلْتُ أَسْأَلُ عَنْهُ، وَأَقَمْتُ أَيَّامًا بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ أَطْلُبُهُ وَأَسَأْلُ عَنْهُ، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يَدُلُّنِي عَلَيْهِ، فَرَجَعْتَ مُنْصَرِفًا إِلَى الْعِرَاقِ.

٣٧٤- أخبرنا أبو منصور بن عبد الرحمن بن محمد القزاز، قال: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قال: أنبأنا محمد بن علي بن الفتح، قال: ثنا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ سعيد الْمِصِّيصِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ خَفِيفٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الدَّرَّاجَ يَقُولُ: كُنْتُ أَحُجُّ فيصحبني جَمَاعَةٌ، فَكُنْتُ أَحْتَاجُ إِلَى الْقِيَامِ مَعَهُمْ وَالاشْتِغَالِ بِهِمْ، فَذَهَبَتْ سَنَةً

<<  <  ج: ص:  >  >>