للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٧٥- مجلس أبي عمرو بن العلاء مع أبي الخطاب الأخفش]

قال أبو العباس: قال أبو عبيدة: كنا عند أبي عمرو بن العلاء، فسأله سائل عن جمع يدٍ من الإنسان، فقال أيدٍ، وأنكر أن تكون الأيادي إلا في النعم، فلما قمنا قال لي أبو الخطاب الأخفش: أما إنها في علمه، غير أنها لم تحضره. ثم أنشد أبو الخطاب الأخفش بيت عدي بن زيد العبادي:

أنكرت ما تبينت في أيادينا ... وإشناقها إلى الأعناق

ويروى: ((ساءها ما بنا تبين في الأيدي)) . قال أبو عمرو: يعني بنته هندا، باتت عنده مع أمها في السجن وهي جويرية صغيرة، فقالت: يا أباه أي شيءٍ هذا في يدك –تعني الغل- وبكت منه. ففي ذلك يقول: ((ساءها ما بنا تبين)) .

وهذا الأخفش هو أبو الخطاب البصري، وقد حكى عنه أبو عبيدة وسيبويه أشياء كثيرة.

وللبصريين أبو الحسن الأخفش صاحب سيبويه، وكتبه في العروض والنحو ومعاني القرآن مشهورة.

وللبغداذيين عبد الله بن محمد البغداذي الأخفش، وأحد من روى الشعر، وقد أخذ عنه ابن السكيت والطوسي.

هذه الحكاية عن المبرد.

<<  <   >  >>