للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٩١- مجلس أبي عمرو بن العلاء مع رجل من أهل المدينة]

حدثنا أبو هفان قال: قال مصعب الزبيري: أنشد رجلٌ من أهل المدينة أبا عمرو بن العلاء قول ابن قيس:

إن الحوادث بالمدينة قد ... أوجعنني وقرعن مروتيه

فانتهره أبو عمرو وقال: ما لنا ولهذا الشعر الرخو، إن هذه الهاء لم تدخل في شيء من الكلام إلا أرخته. فقال المدني: قاتلك الله، ما أجهلك بكلام العرب! قال الله جل وعز في كتابه: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ. هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} ، و {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ. وَلَمْ أدر ما حسابيه} وتعيبه. فانكسر أبو عمرو انكسارا شديدا.

قال أبو هفان: وأنشد هذا الشعر عبد الملك بن مروان فقال: أحسنت يا بن قيس لولا أنك خنثت قوافيه! فقال: يا أمير المؤمنين، ما عدوت قول الله تعالى في كتابه: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ. هَلَكَ عني سلطانيه} . فقال له عبد الملك: أنت في هذا أشعر منك في شعرك.

<<  <   >  >>