للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣٢٠- أخبرنا موسى بن عمران الصوفي بنيسابور، أنبأ محمد بن الحسين بن داود، أنبأ أبو نصر محمد بن حمدويه: ابن سهل، ثنا عبد الله بن حماد الأملي، حدثنا مالك بن سلام وهو بغدادي، ثنا الفضل بن عمار، عن فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل: عامر بن واثلة، عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال:

((لما نزلت: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة} . قام رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي يا رسول الله، سبحانه يحتاج إلى القرض وهو عن القرض غني؟ قال: يريد أن يدخلكم بذاك الجنة. قال: فأقبل الأنصاري إلى أبي الدحداح فقال له: يا أبا الدحداح أنزل الله -عز وجل- على النبي صلى الله عليه وسلم آية محكمة فيها شفاء للصدور، يبلغ بها صاحبها دنياه وآخرته {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة} فأقبل أبو الدحداح إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: فداك أبي وأمي يا رسول الله، أنزل الله عليك هذه الآية {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة} ؟ قال: نعم يا أبا الدحداح. قال: يا رسول الله يسأل الناس القرض وهو عن القرض غني؟ قال: يا أبا الدحداح يريد أن يدخلهم بذاك الجنة. قال: يا رسول الله فإن أقرضت الله -عز وجل- تضمن لي الجنة؟ قال: نعم يا أبا الدحداح. قال: وزوجتي؟ قال: وزوجتك. قال: وصبياني فإن الله واسع كريم؟ قال: والصبيان يا أبا الدحداح. قال: يا رسول الله فإني أشهدك أني جعلت حائطي لله سبحانه قرضاً. قال: يا أبا الدحداح إنا لم نسألك كليهما، فاجعل أحدهما لله، ويكون الآخر معيشة لك ولعيالك. قال: يا رسول الله فإني أشهدك أني قد جعلت خيرهما لله. فقال يا أبا الدحداح إذاً يجزيك الله به الجنة. قال: فانطلق أبو الدحداح الأنصاري يقول:

⦗١٨٤⦘

هداك الهادي إلى ... سبيل الخير والرشاد

بيني من الحائط الذي بالوادي ... قد مضى قرضاً إلى التناد

أقرضته الله على اعتمادي ... طوعاً بلا منّ ولا ارتداد

إلا رجاء التضعيف في الميعاد ... فودع الحائط وداع الله

وارتحلي بالفضل والأولاد ... واستبقى هديت للرشاد

إن البر خيبر زاد ... قدمه المرء إلى المعاد

قالت أم الدحداح: أما إذا بعت من الله ورسوله فبيع مربح ولا يقال ولا يستقال، ولولا ذاك -ايم الله- لم تملك إلا حصتك. قال: يا أم الدحداح لا يلتك الله شيئاً. فأنشدت تقول:

مثلك أحدى ما لديه ونصح ... ولك الحظ إذا الحظ وضح

قد متع الله عيالي ما صلح ... بالعجوة السوداء والزهو البلح

والعبد يسعى وله ما قد كدح ... طول الليالي وعليه ما اجترح

ثم أقبلت على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الأخرى)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>