للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التمهيد: في مقدمات عامة بين يدي البحث

وفيه فصلان:

الفصل الأول: في فضل الجهاد ومدلول كلمتي السير والمغازي.

الفصل الثاني: في الدراسات السابقة ونبذة عن موارد الرسالة.

الفصل الأول: فضل الجهاد ومدلول كلمتي السير والمغازي.

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: في الإذن بالجهاد.

لما استقر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وأيده الله بنصره، بعباده المؤمنين الأنصار، وألف بين قلوبهم بعد العداوة والإحن التي كانت، فمنعته أنصار الله وكتيبة الإسلام من الأسود والأحمر، وبذلوا نفوسهم دونه وقدموا محبته على محبة الآباء والأبناء والأزواج، وكان أولى بهم من أنفسهم، رمتهم العرب واليهود عن قوس واحدة وشمروا لهم عن ساق العداوة والمحاربة، وصاحوا بهم من كل جانب، والله سبحانه يأمرهم بالصبر والعفو والصفح حتى قويت الشوكة واشتد الجناح، فأذن الله لهم حينئذٍ في القتال، ولم يفرضه عليهم١، فقال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير} ٢، وقد رجح ابن القيم أن الآية نزلت بالمدينة بأدلة ذكرها في الزاد. وهذه الآية أول آية نزلت في القتال٣، وتعتبر هذه المرحلة هي الأولى في تشريع الجهاد.


١ زاد المعاد لابن القيم ٣/٦٩-٧٠.
٢ سورة الحج آية (٣٩) .
٣ قال ذلك ابن عباس رضي الله عنه، انظر: سنن النسائي ٦/٢، وقال الزهري: أول آية نزلت في القتال كما أخبرني مسروق عن عائشة: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} أخرجه النسائي وإسناده صحيح كما قال ابن حجر في الفتح ٧/٢٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>