للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث السابع: في منِّ الرسول صلى الله عليه وسلم على بعض كفار قريش

١٧- قال الواقدي في المغازي: فحدثني محمد بن عبد الله، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: "أَمَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأسرى يوم بدر أبا عَزَّة عمرو بن عبد الله بن عمير الجمحي، وكان شاعراً، فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: لي خمس بنات ليس لهن شيء، فتصدق بي عليهن يا محمد، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو عَزَّة: أعطيك موثقاً لا أقاتلك ولا أكثر عليك أبداً، فأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما خرجت قريش إلى أحد جاءه صفوان بن أمية فقال: اخرج معنا، فقال: إني أعطيت محمداً موثقاً ألا أقاتله ولا أكثر عليه أبداً، وقد منَّ علي، ولم يمنَّ على غيري حتى قتله أو أخذ منه الفداء، فضمن صفوان أن يجعل بناته مع بناته إن قتل، وإن عاش أعطاه مالاً كثيراً لا يأكله عياله، فخرج أبو عزة يدعو العرب ويحشرها، ثم خرج مع قريش يوم أحد، فأسر ولم يؤسر غيره من قريش: فقال: يا محمد إنما خرجت مكرهاً ولي بنات فامنن علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين ما أعطيتني من العهد والميثاق؟ لا والله، لا تمسح عارضيك بمكة تقول: سخرت بمحمد مرتين"١.


١ مغازي الواقدي ١/ ١١٠-١١١، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٩/ ٦٥ من طريق الواقدي، وأخرجه ابن إسحاق، ابن هشام ٢/ ٦٠، عن شيوخه ومنهم الزهري.
وذكره ابن حجر في الفتح ١٠/ ٥٣٠ تحت رقم (٦١٣٣) عند شرحه لحديث: "لا يلدغ المؤمن من جُحر مرتين" قال رحمه الله: "وأول ما قاله - يعني حديث لا يلدغ..- لأبي عزة الجمحي وكان شاعراً فأسر ببدر فشكى عائلةً وفقراً فمنَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأطلقه بغير فداء فظفر به بأحد ... وأمر بقتله". وقد ذكر ابن إسحاق (ابن هشام ١/ ٦٥٩- ٦٦٠) أربعة نفر ممن منَّ عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم من غير فداء، هم: أبو العاص بن الربيع، وأبو عزة الشاعر، والمطلب بن حنطب المخزومي، وصيفي بن أبي رفاعة المخزومي.

<<  <  ج: ص:  >  >>