للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم الاستهزاء بالملائكة]

[السُّؤَالُ]

ـ[قال رجل: إن جبريل ليس نشيطا في منطقتنا لأن كل من أعرفهم لم يمت منهم أحد. هل تعتبر هذه المقولة استهزاء بجبريل عليه السلام أم لا؟ وما هو حكم قائلها؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الكلام يدل على جهل قائله من وجوه:

الأول: أن جبريل ليس موكلا بالموت، وإنما ينزل بالوحي، أما الموت فالموكل به ملك الموت وأعوانه.

الثاني: أن الملائكة يمتنع في حقهم العصيان والتلكؤ والتكاسل. قال تعالى عنهم: إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ. {الأعراف:٢٠٦} ، وقال: يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ. {الأنبياء:٢٠} .

الثالث: أن ملك الموت وسائر الملائكة إنما يعملون بأمر الله وحكمته، لا من عند أنفسهم؛ لقوله تعالى: لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ. {الأنبياء:٢٧} .

٢- الاستهزاء بالملائكة كفر وردة كما بينا ذلك في الفتوى رقم: ٢٠٩٣.

وبخصوص المقولة المذكورة، فهي تحتمل الاستهزاء بل هو ظاهرها، كما تحتمل اللغو وسوء التعبير عن قلة الوفيات، فإن كان قائل تلك المقولة يقصد بها الاستهزاء عالما بحكمه الشرعي فهو كافر مرتد، وأما إن كان لا يقصد الاستهزاء وإنما يقصد التعبير عن قلة الوفيات، فلا يحكم بكفره لكن يجب نصحه بتجنب تلك المقولة وإعلامه بخطرها؛ لاحتمال ظاهرها معنى كفريا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ ذو القعدة ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>