للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل تزوج عيسى عليه السلام من مريم المجدلية]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤالي سؤال بسيط جدا: أريد فقط أن أعرف ما موقف الشريعة والدين الإسلامي من فكرة أن السيد المسيح عيسى عليه أفضل السلام كان متزوجا من السيدة مريم المجدلية وله منها أبناء حسب رواية (فيلم يعرض حاليا) شيفرة دافنشي، أعلم جيدا بأنه تجديف ولكنني أريد أن أعرف رأي الشرع في ذلك خصوصا وأننا نحب ونغار على السيد المسيح أكثر من المسيحيين أنفسهم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم يثبت في شرعنا دليل خاص يثبت أو ينفي تزوج عيسى ابن مريم عليه السلام، سواء من مريم المجدلية أم من غيرها، والزواج من سنن المرسلين بدليل قول الله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً {الرعد: ٣٨} ، وينكر النصارى زواج عيسى عليه السلام أصلا، وزواجه من مريم المجدلية خاصة، وقد ألف أحد القساوسة كتابا يرد فيه على (شفرة دافنشي) بهذا الخصوص.

وإن ثبت أن عيسى عليه السلام لم يتزوج فقد يكون ذلك لسبب خاص به، قال الطاهر ابن عاشور في كتابه التحرير والتنوير عند كلامه عن الرهبانية: وأما ترك المسيح التزوج فلعله لعارض آخر أمره الله به لأجله، وليس ترك التزوج من شؤون النبوءة، فقد كان لجميع الأنبياء أزواج، قال تعالى: وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً. وإن ثبت أنه قد تزوج فليس في ذلك منقصة، بل هو من الكمال فليس في ذلك ما يدعو إلى القلق وتهويل الأمر. ولمعرفة سيرة مريم المجدلية تراجع الفتوى رقم: ٧١٢٧٢، ولمعرفة حكم مشاهدة مثل هذه الأفلام تراجع الفتوى رقم: ٢٦٣٦٥، ولمعرفة حكم التمثيل عموما وحكم تمثيل شخصيات الأنبياء والصديقين، تراجع الفتويين: ٣٦٨٩٣، ٤٢٥٤٠، ولمعرفة حكم مرويات أهل الكتاب تراجع الفتوى رقم: ٧١١٧١، ولمعرفة حكم مطالعة الكتب السماوية السابقة تراجع الفتوى رقم: ١٤٧٤٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ جمادي الثانية ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>